طباعة

شايف العصفوره ؟!

Posted in المجتمع

من المصرية إلى العالمية وبالعكس :

وقد تعتقد أن لعبة " شايف العصفورة " هى لعبة مصرية بالأساس , خاصة أنها نشأت وترعرعت فى البيئة المصرية , ولها شاهد لا يحتاج للكثير من الأدلة العلمية ألا وهو عادة " دق العصافير " والتى أتشرف بالشهادة بأننى رأيتها بعينى أمام آذان عدد غير قليل من قاطنى قرى وجه بحرى والصعيد , ولم تختف إلا منذ سنوات قليلة حين أصبح البعض يتساءل فى مواقف الإلهاء والإستهواء مستنكرا ومحتجا : " هو انت فاكرنى داقق عصافير ؟!!! " . ثم استبدلت العصافير بعد ذلك برقم 111 يكتب فى نفس المكان أمام الأذنين , ولست أعرف السر فى اختيار كتابة رقم 1 ثلاث مرات إلا أن أحد المعارضين المشاغبين الظرفاء الذى خرج لتوه من السجن قال لى مازحا : إن هذا يمثل الملك ( أو الرئيس ) وابنه ( ولى العهد ) وزوجته , ولم آخذ الأمر حتى الآن على محمل الجد وآثرت أن أترك الأمر مفتوحا لمزيد من الإجتهادات العلمية الأكثر دقة . ولكن يبدو أن اللعبة أصبحت عالمية فقد رأينا بوش حين همّ أن يغزو أفغانستان حاول أن يرينا عصفورة بن لادن وطالبان , وحين نوى غزو العراق أرانا عصفورة صدّام وعصفورة أسلحة الدمار الشامل فى العراق , وحين انفتحت شهيته لغزو السودان لوّح بمشكلة دارفور , وهو يذكرنا بالحاوى الذى يحمل فى جرابه الكثير من العجائب يخرجها واحدا بعد الآخر وهو يحرك يديه حركات سريعة تشتت انتباه المشاهدين حتى يتم الخدعة أو اللعبة بمهارة , ويذكرنا أيضا بلاعبى الثلاث ورقات الذين يحركون الورق بخفة بين أيديهم ثم يظهرون الورقة التى يريدونها فى الوقت المناسب فيصدقهم الرائى بناءا على براعتهم وسرعتهم فى خلط الأوراق  . والغريب أن هذه اللعبة رغم انتشارها عالميا على يد بوش وتابعه بلير إلا أنها كثيرا ما تمارس مع العرب بوجه خاص , فكلما أرادت أمريكا أو إسرائيل عمل شئ , قاموا بتغطيته بأى عصفورة ننظر إليها حتى يتموا هذا العمل فى سهولة ويسر وبأقل قدر من الإزعاج لنا ولهم .

هل أكلت البرتقالة ؟؟ :

وقد ذكرنى هذا بموقف حدث منذ سنوات حيث كنت أتدرب على طريقة العلاج بالتنويم المغناطيسى على أيدى معالج نفسى أمريكى , وكان يحضر التدريب عدد من المعالجين النفسيين بينهم مصريين وعرب , وبدأ المعالج المدرب يطلب من الحضور عمل بعض أشياء ليست لها علاقة مباشرة بالموضوع , وأنا أعرف من خبرتى السابقة كمعالج نفسى أن المقصود منها تشتيت الإنتباه لتقليل الدفاعات النفسية وتسهيل اختراق الجهاز النفسى وتوصيل الرسائل المطلوبة إليه , ومن هذه الأشياء أنه طلب أن نتخيل أننا نمسك ببرتقالة فى أيدينا ثم نقشر هذه البرتقالة ونأكلها ونستشعر طعمها , وقد هالنى اندماج المصريين والعرب فى هذا الدور بشكل ملفت للنظر مقارنة بغيرهم من الجنسيات (ربما لأن المدرب أمريكى ينطق على الهوى ) , وبعضهم خرج يقسم أنه استشعر فعلا طعم البرتقالة , وبعضهم ذهب أبعد من ذلك فجزم بأنه استشعر وجود برتقالة أخرى فى يده الثانية قام بوضعها فى جيبه ( والجيب هنا له معان كثيرة فى اللغة العربية اختر منها أيها شئت ) , ومن يومها وأنا أتوجس من البرتقال , وأدركت كم نحن أمة قابلة للإلهاء والإيحاء والإستهواء والإستلاب والإغواء إلى درجة الإحتواء ,  وقررت أن لا أمارس هذا النوع من العلاج التنويمى وفضلت أن أعالج مرضاى وهم فى كامل وعيهم وعقلهم دون استخدام البرتقال أو الموزعلى الرغم من زيادة المشقة .

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed