البوابة
الاختلافات بين المرأة والرجل
تعليقات أخيرة :
1- المؤلفان غير اختصاصيين .. لديهما خبرة في المبيعات والتواصل والعلاقات الإنسانية والكتابة مع إطلاع صحفي وعلمي عام ، مما جعل اللغة المستعملة في الكتاب تتميز بالإثارة والتعميم والثقة الكاملة .. وهذه ليست لغة علمية ، كما اعتمد الكتاب على استطلاعات للرأي ومعلومات صحفية وأرقام إضافة لبعض الدراسات العلمية .. واستخدم ذلك بشكل مجتزأ دون مناقشة أية دراسات مختلفة في الرأي .
2- يربط الكتاب المعلومات التشريحية الدماغية والهرمونية بالصفات السلوكية بتسرع وخفة تخل بهذا الموضوع المعقد ، ولايتورط في ذلك العلماء المختصون لأن هذا الربط يحتاج إلى مزيد من الدراسات والأبحاث والنظريات المتكاملة .
3- الفلسفة العامة للكتاب في رؤيتها لطبيعة المرأة والرجل تعبر عن وجهة نظر حتمية ضيقة واختزالية تشوه الإنسان وقدراته وحريته وسموه .
وهو يهمل تأثير ودور المجتمع والتربية والفكر والقيم في صياغتها للإنسان وفي تكوينه وفي الاختلافات بين الرجل والمرأة .
ويعتمد الفهم العلمي للإنسان على النظرة المتكاملة " العضوية - النفسية – الاجتماعية" ، والاختلافات بين المرأة والرجل عديدة ولكن المعلومات الحالية تدل على أن كثير من هذه الاختلافات هي اختلافات بسيطة وخفيفة التأثير من النواحي العضوية ، كما يمكن تفسير كثير من هذه الاختلافات وفقاً للعوامل النفسية والتربوية والقيم والتفرقة الاجتماعية والتمييز بين الجنسين وكل ذلك متجذر تاريخياً ولايزال يلعب دوره في المجتمعات الحديثة المتطورة والنامية بدرجات مختلفة.
4- إن تعبيرات "رجل الصيد، وإمرأة المغارة " التي استعملها الكتاب ، هي تعبيرات عن بدائية الإنسان ونكوصه ولايمكنها أن تكون البديل عن الأفكار التنويرية والقيم الإنسانية ورفع الظلم عن المرأة والتقدم .
5- يطرح الكتاب تفاصيل عديدة عن الاختلافات بين الجنسين ..وهو لايطرح أية وسيلة لحل المشكلات وزيادة التفاهم بينهما .. وهو يشجع في نهايته على الاطلاع على كتب المريخ والزهرة لما فيها من فوائد عملية . وقد حاول جون غراي في كتبه عن المريخ والزهرة أن يقدم حلولاً ونصائح ولكن تبقى هذه النصائح والحلول تنطلق من نفس الفرضية اليائسة التي تعتبر الجنسين مختلفين جداً ولابد لاستمرار العلاقة بينهما من أن يدرك الطرفان أن الاقتراب والتغيير والامتداد للآخر هو نوع من المستحيل المحكوم عضوياً ووراثياً .. ولذلك جاءت نصائح د. غراي العملية للعلاقات الزوجية أشبه ماتكون بوصفات سطحية ذاتية تأملية منافقة وغريبة تخلو من العمق والعلمية والصراحة والمكاشفة .. مثل" كلمات مساندة للرجل" ومنها أن تقول له المرأة باستمرار إنها ليست غلطتك كي تمتص غضبه ، والتوقف عن لومه ، وقبول هروب الرجل إلى كهفه لأن ذلك مفيد وصحي للعلاقة بينما تذهب المرأة للتسوق أو تقوم بنشاطات أخرى وتتركه في عزلته ، وغير ذلك من نصائح ..وقد انتقده الأكاديميون في مجال التواصل وفي علم النفس واعتبروا كثيراً من نصائحه غير علمية ولاتنطبق على معظم الناس ، كما تم انتقاد نظرياته وتبسيطاته وادعاءاته العلمية النفسية .