طباعة

غريزة التلصص

Posted in المجتمع

 

3 – التوحد : بمعنى أن يتوحد المتلصص مع أحد الشخصيات التي يتلصص عليها ويشعر بالسعادة حين تقوم هذه الشخصية بعمل ما يرغب هو في عمله ولكنه لا يجرؤ عليه , فمثلا إذا التقط المتلصص حادثة طلاق لأحد المشاهير فهو هنا يشبع رغبته في الطلاق , وإذا تلقى حادثة زواج ثان أو ثالث لأحد الناس فهو يشعر بالسعادة حيث يضع نفسه مكان من تزوج ويعيش حالة وجدانية عالية في ظل مشروعية الحدث وتحققه في الواقع

4 – الإسقاط : وهو آلية دفاعية نقوم خلالها بتصدير كل سلبياتنا ونقائصنا إلى طرف آخر وبعدها نشعر بالسعادة إذ نرى هذا الطرف سيئا أو مخطئا بينما نحن أبرياء وأسوياء , فمثلا إذا كانت لدينا رغبة في الغدر والخيانة فنحن لا نحتمل رؤية هذه الرغبة في أنفسنا , وهنا يحدث التلصص لاقتناص موقف غدر أو خيانة عند آخر , ثم نلقي مافي أنفسنا فوق رأسه ونستمتع بالحديث عن غدره وخيانته , وفي ذات الوقت ننظر لأنفسنا ونشعر أننا بخير ,إذ لم نفعل كما فعل

5 – التعميم : فإذا كان شخص يرتشي ويشعر من وقت لآخر بعذاب الضمير , لذلك فهو يتلصص على مرتشين آخرين ربما يكونون أكبر وأسبق منه في الرشوة , فيتحدث عنهم , ويوحي لسامعه بأن سلوك الرشوة موجود لدى كل الناس بل لدى كل الشعوب , وبهذا يقول لسان حاله لا تقلق يا عزيزي فكلنا مرتشون (يا عزيزي كلنا لصوص) , وكلنا في الهوا سوا أو في الهم سواء .

6 – الشماتة : وهي الشعور بالسعادة لما لحق بالآخرين من أذى , وذلك لما يحمله تجاههم من مشاعر الغيرة أو الحسد أو الكراهية .

ثقافة الفضائح وتدمير لرموز :

نظرا لتزايد أعداد الصحف والمجلات والقنوات الفضائية ومواقع الإنترنت , وازدياد حدة المنافسة بين كل هؤلاء , وسعيهم المتوحش للإستحواذ على وعي القارئ واهتمامه , نمت لدى الإعلاميين (خاصة الشباب الصغير الذي يريد أن يثبت وجوده وتميزه) رغبة متوحشة في السبق الإعلامي , والسعي نحو الأخبار التي تبهر القارئ , وبما أن أسرار الناس الشخصية وخاصة المشاهير والنجوم في كل المجالات تثير شهية القارئ لذلك نجد شهوة إعلامية في الحصول على التفاصيل الدقيقة لحياة المشاهير والبحث عن أي ثغرة أو نقطة ضعف يزفونها إلى الناس لكي يطمئنوهم على أنفسهم أنهم بخير فهذا النجم الذي يظنونه ملاكا سعيدا يعيش تجارب فشل وانهيار أو لديه سقطات أخلاقية , أو في حياته نقاط ضعف تسقطه من على عرشه وتهوي به إلى مصاف عامة الناس , وهنا يشعر الناس بالراحة لأنهم متساوون مع هذا النجم في نقاط الضعف والفشل .

وشيئا فشيئا فقد الناس ثقتهم في الرموز والقيادات , ولم يعد أحد فوق مستوى الشبهات , فكل كبير له زلاته وفضائحه وملفاته (وشرائط فيديوهاته وسيديهاته – جمع سي دي ) , ولذلك لم يعد الناس يثقون بأحد أو يلتفون حول أحد , وقد أثر هذا على محاولات الإصلاح إذ لم يعد هناك أحد يقود هذه المحاولات بعد انهيار كل رموز الإصلاح بسبب التشويه الإعلامي التلقائي أو المتعمد .

وقد تلعب بعض الجهات دورا في هذه الأمور حين تمد بعض الصحف والمجلات والفضائيات بمعلومات خاصة ثم تعطي الدور الأخضر للإغتيال المعنوي لبعض الأشخاص لتحقيق مصالح معينة .

وانتشرت مجلات وصحف الحوادث وكثرت برامج التوك شو , وأصبح المجتمع عاريا لأقصى درجة .

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed