طباعة

الزلزال : ظاهرة طبيعية أم رسالة إلهية ؟

Posted in المجتمع

 

وهذا لايعنى أن كل من أصابهم الزلزال موصومين بهذا الأمر ولكن حين يحل الإنتقام أو ينزل البلاء تكون له أحيانا صفة العموم فيأخذ فى طريقه أناسا لم يشاركو فى الإفساد بشكل مباشر إما لسكوتهم عن ذلك أو لابتلائهم وتعويضهم حسب حكمة الله ومشيئته التى لا يعلمها إلا هو , وهذا لايعنى أن من أصيبوا بالزلزال هم أسوأ البشر ولا يعنى أخذ موقف سلبى شامت أو متشفى فيهم فكل هذا ضد مبادئ الرحمة والشفقة , ومن يفعله يكون أشبه بالطبيب الذى ينظر إلى المريض متشفيا لأن المريض لم يتبع نصائحه العلاجية أو لم يكن عند توقعاته من ناحية الحمية الغذائية .  كما أن الرسالة المقصودة بالزلزال ليست قاصرة على من أصابهم فقط بل هى للناس عامة . والقرآن الكريم حافل بالآيات الدالة على أن الله يعاقب عباده إذا تجبروا أو أفسدو بشتى القوى والظواهر الطبيعية ( وما يعلم جنود ربك إلا هو , وما هى إلا ذكرى للبشر ) , ونذكر من هذه الآيات على سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى : " اقتربت الساعة وانشق القمر * وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر * وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر * ولقد جاءهم من الأنباء مافيه مذدجر * حكمة بالغة فما تغن النذر " ( القمر 1-5 ) , وقوله تعالى " فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية * وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية * سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيه صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية * فهل ترى لهم من باقية " ( الحاقة 5-8 ) , وقوله تعالى " ألم ترى كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم فى تضليل * وأرسل عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل * فجعلهم كعصف مأكول " ( الفيل 1-5 ) . والمصيبة تقع فتكون للمؤمنين ابتلاء ( لتكفير ذنب أو رفع درجة ) وتكون للكافر انتقام على ما جنت يداه ولكى تستريح الأرض ويستريح الناس من فساده .

ثم ماذا يضير البشرية حين تعتقد بأن الزلزال – وهو ظاهرة طبيعية جيولوجية تنشأ عن حركة طبقات الأرض – له جانب آخر غيبى , خاصة أن هذا الجانب الآخر يستلزم صلاح الإنسان على وجه الأرض وأن هذا الصلاح يعتبر جهدا وقائيا يمكن أن يقلل من حدوث الزلازل خاصة وأنه لا توجد حتى الآن أى طريقة تنبؤية أو وقائية من الزلازل . وماذا يضيرنا لو أصلحنا نفوسنا وسلوكياتنا لكى تصلح معنا وبنا بيئة الأرض التى نعيش عليها سواء كان ذلك بدافع دينى

( لدى المؤمنين ) أو بدافع دنيوى ( لدى الدنيويين ) .  ولماذا نلجأ دائما إلى اختزال رؤانا للأحداث على الرغم من أن العلم الحديث قد أثبت للمؤمنين وغيرهم أن كل الظواهر تقريبا متعددة العوامل والمستويات ؟ .

 

المصدر : www.hayatnafs.com

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed