طباعة

قبل أن يُقال: اذكروا مآسن موتاكم!

Posted in الثقافة

kafanعلى خُطى التلميذ صاحب الجَمَلِ يمضي بعض مثقفينا، ولو وضع الجمل رحله فإني أشكُّ أن يضعوا رحالهم ليُريحوا ويستريحوا.
والتلميذ صاحب الجَمل يا صاحِ؛ تلميذٌ فريدٌ في عشقه للجَمَل، يأتيه سؤال التعبير عن الربيع فيكتب مُجيبًا: «الربيع فصلٌ بديعٌ، يكثر فيه العشب الأخضر والمرعى الخصيب، فترعى الحيوانات والماشية،

 

كما ترعى الجِمال، والجَمَلُ حيوانٌ أليفٌ، يُضرب به المثل في الصبر ويسمونه سفينة الصحراء، له سنامٌ كبير، يُخزِّن فيه الدهن...».

ويمضي التلميذ العاشق في وصلة العشق الجَمَلية إلى أبعد مدىً ، ناسيًا أنَّ موضوع التعبير عن الربيع!
ويأتيه سؤال آخر عن الكمبيوتر فيجيب: «الكمبيوتر وسيلة الاتصال الأولى في هذا العصر، على عكس العصور السابقة التي كان الناس فيها لا يعرفون الاتصالات، وإنما كانوا يتنقلون في أسفارهم بالجمل، والجمل حيوانٌ أليف، يُضرب به المثل في الصبر، ويُسمُّونه سفينة الصحراء....»..إلخ!
وحين يأتيه سؤالٌ عن الثورة يقول: «الثورة قامت في الخامس والعشرين ،وواجهت التحدي الأعظم يوم موقعة الجمل، والجمل حيوان أليف..»...إلخ.

فلمَّا رسب عاشق الجمل اشتكى لكل مسئول حتى رفع شكواه إلى السيد وزير التعليم قائلًا: «..بعد التحية فإني يا سيادة الوزير مُضطهد من المدرسين الذين يتعنتون في تصحيح ورقة إجابتي، ورغم ذلك فأنا صابرٌ مثل الجمل، والجمل -كما تعلم يا سيادة الوزير - حيوان أليف يُضرب به المثل في الصبر ويُسمونه سفينة الصحراء...إلخ...»..

وهكذا مثقفونا؛ من الحداثيين وما بعد الحداثيين، لابد أن يُقحموا الإسلاميين في كلِّ موضوعٍ، ويذمُّوهم بمناسبة وبغير مناسبة، مُستخدمين الألفاظ المعتادة الظلامية وأخواتها من الرجعية والتخلفية إلى آخر القائمة العريضة. بما يؤكد أنَّ كثيرًا من المثقفين المختلفين فكريًا مع الإسلاميين لا يحملون أيَّ قدر من المرونة والرغبة في التقريب والبحث عن المشترك، وإنما يريدون أن يبقوا في عزلة فكريةٍ يصورون لأنفسهم أنَّهم محتكرو الثقافة والإبداع، وأنَّ الآخرين ما هم إلا مجموعةٌ من (آكلي عقول البشر)، حتى وإن كان الآخرون هم كلّ أبناء الوطن.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed