طباعة

المطالبة بالحقوق

Posted in الثقافة

alazharالحمد لله رب العالمين العلي الكبير ذو الطول لا إله إلا هو إليه المصير والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه الغر الميامين أعلام الهدى ومصابيح الدجى ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ... أما بعد :
قال تعالى : ( وما كان الله ليظل قوما ً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم مايتقون ) التوبة الآية : 115 .

 


يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره :
( يعني أن اللّه تعالى إذا منَّ على قوم بالهداية، وأمرهم بسلوك الصراط المستقيم، فإنه تعالى يتمم عليهم إحسانه، ويبين لهم جميع ما يحتاجون إليه، وتدعو إليه ضرورتهم، فلا يتركهم ضالين، جاهلين بأمور دينهم، ففي هذا دليل على كمال رحمته، وأن شريعته وافية بجميع ما يحتاجه العباد، في أصول الدين وفروعه ) . اهـ

لقد من الله تعالى بفضله وكرمه على هذه الأمة بنبي الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة حتى تركها على البيضاء لايزيغ عنها إلا هالك .

فمن اعتصم بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كفي وهدي ومن ركن إلى آراء الرجال وشطحات العقول زاغ وهلك والعياذ بالله .

وإن كل شيء يحدث في أمور الناس من مصائب ومحن وفتن علاجها ودواؤها موجود في شريعتنا الغراء ومن يقول أن الشريعة لم تبين علاج هذه الأمور العظيمة من فتن ومصائب فقد كذب على الله تعالى جاهلا ً كان أم عالما ً قال تعالى : ( رسلا ً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس حجة بعد الرسل ) سورة النساء . ، فالشرع الحكيم بين كل شيء للمسلم ومايهمه في حياته وبعد مماته بين حق الله على عباده وحق عباده عليه جل وعلا وهو ( التوحيد ) ، وبين شؤون الزوج وحقوقه ، وحقوق الزوجه والأولاد ، وحقوق الرعية على ولي الأمر وحقوق ولي الأمر على الرعية ، وبين مايحدث في آخر الزمان من الفتن والملاحم كل شيء بينه شرعنا المطهر.
قال أبو ذر رضي الله عنه : ( لقد تركنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا أذكرنا منه علما ) مسند الامام أحمد .

ومن اللافت للنظر في هذه الأزمنة ظهور مايسمون أنفسهم نشطاء سياسيون أو مصلحون وغالبا ً مايرددون ( إن أردت إلا الاصلاح ماستطعت ) ، وإن كانوا يدعون الاصلاح فعلا ً في اعتقادهم وحسب أفكارهم فهذا غير صحيح لماذا ؟ لأنها أفكار معرضة لخطأ فيجب أن تعرض على الشرع ليحكم فيها ويبين صلاحها من فسادها .

والعلماء الربانيون الضالعين في العلم هم المصلحون وهم الناصحون لأنهم بسيرون على منهج النبوة فهم الذين بينوا شريعة الرحمن لعباده ودعوا إلى التمسك بالكتاب والسنة فكيف يكون من تخصصه في العلوم الزراعية أو تخصصه في الأدب العربي أو تخصصه في العلوم مايسمونها الانسانية أو الحقوق والقانون كيف يكون أولئك هم المصلحون وهم الذين يوجهون الناس ويقودونهم إلى الطريق الصحيح وأين هو الطريق الصحيح !!!

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed