طباعة

المهدي سيكون عصر اكتشاف قوانين الارتقاء البشري من داخل العلاقات الاجتماعية

Posted in الثقافة


لاشك بان انطلاق العقل خارج الغريزة وقيودها، سوف يسرع من ديناميات عمل العقل، بحيث يصبح حاكما مطلقا، بدل التنازع الحالي الجاري بينه وبين الغريزه الحيوانية، مايعني ان امكانات وطاقات هائلة، سوف تظهر على هذا الكائن وعلى ادائه، وعلى علاقته بنفسه وواقعه والكون. فماذا، او بماذا سيكون العقل موكلا او مكلفا في الحقبة او المرحلة " المهدوية، او خلال عصر الهداية القادم، والذي نتهيأ اليوم للعبور اليه تاركين خلفنا عصورا ومراحل وتواريخ، كانت اجبارية ولازمة وضرورية، حتى ياتي الانتقال مستوفيا للشروط الطبيعية والخلقية التي اقيمت عليها اسس الكون والوجود.
لننظر اولا في مسالة الفترات والمراحل والعصور، فلقد استغرقت المرحلة الاولى من الارتقاء من الخلية الاولى الى الكائن السمكي، مئات الاف السنين ، بينما استغرقت الحقبة الثانية الحيوانية عشرات الاف السنين، واستغرقت الفترة بين اخر الاشكال الحيوانية والانسان العاقل بضعة عشرات الاف، واستغرقت فتر المناصفة او الازدواج الحيواني العقلي الحالي، سبعة الاف سنة فقط، فماذا سيكون او ماهو المتبقي امامنا قبل ان ننتقل الى حقبة اخرى، حسب هذا التسلسل، لايمكن الاان نتصور بان مابقي هو مئات من السنين، وان سيادة نظام اللادولة والعدل المطلق، وعصر المهدي، على مستوى المعمورة، سيكون بحدود الالف عام على او بحدود هذا القدر من السنين.
يصعب على الانسان الغارق في يومياته والمحكوم بشروط عيشه الراهنة، تصور مثل هذه الافاق او التفكير بها او تصديقها، والشيء نفسه ينطبق على منتجات العقل الراهن او مايسمونه " العلم" الحالي، فهذا العلم محكوم مهما تقدم او ارتفع، بشروطه الطبيعية الغريزية وبشروط وعلاقات الحياة القائمة المحكومة الى الدولة القاهرة، وهو والحالة هذه، علم قاصر ومحدود بحدود حالتنا الراهنة، وان بدا متقدما او كاشفا. ومن الامثلة الصارخة على ذلك مسالة الارتقاء التي اكتشفها داروين وعمل عليها آخرون، فهذه النظرية توقفت عند قراءة تاريخ الانسان، وعلى اهمية ذلك الاكتشاف، فانه ظل محكوما الى اطار محدود، ينتهي بالانسان الحالي، اذ يقول هؤلاء بان الانسان بصيغته الراهنة، هو غاية الطبيعة ومنتهاها، وافترضوا ان تطوره البيولوجي، قد توقف بالعموم واذا استمر فسوف يستمر جزئيا. ان مفاهيم هؤلاء الناس، لايمكن ان ترى الى الانسان بصلته بالحقيقة الكونية، او ان يتصورون ارتقاء كونيا، لهذا فانهم توقفوا قاصرين عند نقطة بعينها.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed