طباعة

المهدي سيكون عصر اكتشاف قوانين الارتقاء البشري من داخل العلاقات الاجتماعية

Posted in الثقافة

وثورة تعيد مسيرة العالم والوجود، ومن هنا يبدا في المستقبل الانتصار الذي ظل منتظرا للخيار المطموس، اي ل " المهدي " الذي هو عالم مابعد خيار حكم الانسان بقوانين الانسان، وهو مايعني طورا اخر من الوجود ومن شكل الحضارة والعلاقات والعيش.
ماذا وراء هذا المخطط الاعلى للوجود، وهل هو مجرد خطة " عبثية" ؟ لو تايعنا تاريخ وحقائق وجود الكائن البشري وخلقه من بدايتها، لعثرنا على سياقات محكمة متضمنة في رقي المخلوق الانساني من بداياته كخلية اولى، الى الطور الاجتماعي الحضاري الحالي. كما ينبغي ان نلاحظ، او نفترض على الاقل، بان هذا المسار التصاعدي في حياة الانسان وتطوره، ليس مما يمكن الحكم عليه بالنهاية،او بلوغ الحدود، او التوقف عند نقطة بعينها، او صيغة وجود وكينونة بذاتها. فالانسان سائر الى الامام، والاغراض الكونية العليا، والشؤون التي لله في هذا المخلوق، لايمكن ادراكها او الفصل النهائي بشانها.
غير ان السؤال الذي يظل معلقا هو : ماذا لو انتقل الانسان من حكم الدولة الحالية، الى واقع اللادولة، وماذا يعني ان يتخلص الانسان من حيوانيته؟ ان صيغ العيش وانماطه، ليست بلا اثر، واشكال المتغيرات والاختلافات البسيطة الحالية بين الشعوب والامم، بناء على واقعها وجغرافيتها وطبيعتها وتضاريسها، تعطينا فكرة اولية مبسطة عن التاثير الهائل الذي سينجم عن قيام مجتمع وعلاقات تنتفي وتغيب فيها، الصفات الحيوانية من تكوين الانسان.
هل يعني ذلك انه سوف يتحول الى عقل محض، ام الى روح، وماانعكاسات ذلك على العقل اصلا، اي ماهي الحدود التي سوف يبلغها العقل حين يتحرر من سطوة الغريزه. يقول العلماء اليوم بان عقل الانسان غير مستخدم كله، وان الانسان لايكاد يستعمل من خلايا عقله سوى جزء يسير لايذكر من تلك الخلايا، وهم يحتارون عادة في تفسير هذه الظاهرة واسبابها، فهل يعني وجود هذه المفارقة العقلية، احد الغرابات الدالة على كلية واتقان مسارات ودياكتيك المسار الكوني للانسان، اي ان هذا الكائن قد وزعت حياته على خيارين الى اجل، يمتد الى سبعة الاف عام، الى ان تنتهي وتغادر كما هو ظاهر الان، ويبدا او تنفتح الافاق امام انتصار الخيار الاخرالمطموس، وان تكوين الانسان النصفي، او المزدوج، مجسد ايضا في العقل المهيأ هو الاخرللعمل في عالم غير العالم الراهن؟

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed