طباعة

أثر الاستقلال السياسي في الإبداع الحضاري

Posted in الثقافة


إن السؤال الذي ينبغي التفكير فيه بكل مسؤولية وحزم هو ذاك المتعلق بالكيفية التي ستستفيد بها الثقافة الاسلامية من هذه الثورة العارمة للمعلوميات, كما من الثروة الطبيعية والبشرية لبناء مستقبل الأمة بالشكل المطلوب شرعا وتاريخا؛ ذلك أن سؤال الممانعة الثقافية لا نكتفي في تحديد حدوده برصد آليات المقاومة وتحصين الذات فقط، وإنما لا بد من تحديد الأولويات الضرورية لبناء ثقافة الإبداع والشراكة الحضارية؛ وهو ما يعني أن الزمن الحالي يحتم علينا أن نستغله للاشتغال بالقضايا الكبرى للأمة، قضايا الحرية والاستقلال والعدل والبناء الاقتصادي والاجتماعي التربوي؛ وهو ما يدعونا إلى إغلاق الكثير من الملفات التي لم تزد الطين إ لا بلة بفعل الصراعات الهامشية بين الدول المشكلة لخريطة العالم الاسلامي، ومن ثم الإسراع إلى وقف مسلسل الانقسامات التي لم يستفد منها إلا الغرب الليبرالي، هذا الأخير الذي لا بد من تحديد الموقف منه بكل صراحة وصرامة، خاصة فيما يتعلق بملف التطبيع مع السياسة الجديدة للنظام العالمي الجديد.
إن الذي ينبغي أن نضعه في الحسبان أننا أمة لها أصول وجذور وتاريخ وهوية, وأننا ينبغي الانطلاق من هذه الأصول في تحديد الكثير من خياراتنا وقراراتنا السياسية والإيديولوجية لا من خلال أصول الدول الغربية.
فبداخل القران الكريم والسنة النبوية الشريفة العديد من التوجيهات والتنبيهات القيمة التي بتخلينا عنها تخلى الله عنا مصداقا لقوله جل جلاله {ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، أولئك هم الفاسقون}( الحشر: 19)، وقوله جل جلاله كذلك {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء، تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق}(الممتحنة: 1) وقوله كذلك : {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم، قل إن هدى الله هو الهدى، ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير}(البقرة:120).
في حاجتنا إلى وحدة مثقفينا واجتماعهم على كلمة سواء
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed