طباعة

حيرة مريض نفسى بين الطب والغيب

Posted in المجتمع

( الشعراوى 1990 ) ، وذلك مصداقا لقوله تعالى : " سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم "

( الأعراف 116 ) .

والسحر قد ورد ذكره فى القرآن الكريم فى أكثر من موضع نذكر منها قوله تعالى : " واتبعوا ماتتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت . وما يعلمان من أحد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر . فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه . وما هم بضارين به من أحد الابإذن الله . ويتعلمون مايضرهم ولا ينفعهم . ولقد علموا لمن اشتراه ماله فى الآخرة من خلاق . ولبئس ماشروا به أنفسهم لوكانوا يعلمون " (البقره102).

ويتضح من هذه الآيات أن السحر شئ خفى يتعلمه البشر من الشياطين ، وهو يمكن أن يؤثر فى السلوك

( يفرقون به بين المرء وزوجه ) ، ولكن هذا التأثير معلق بمشيئة الله ( وماهم بضارين به من أحد الابإذن الله ) ، وأن هذا السحر ليس فيه نفع بل كله ضرر ( ويتعلمون مايضرهم ولاينفعهم ) وهذا الأمر واضح جدا فى الواقع حيث نرى أن الساحر رغم مايستعين به من قوى شيطانية خفية الا أنه يعيش حياة ملؤها البؤس والشقاء ولايستطيع دفع هذا عن نفسه رغم ما يدعيه من قدرة على التأثير فى حياة الناس ، وهو يحتاج لما فى يد الناس من مال لكى يعيش .

وأول شئ جاء فى القرآن الكريم هو " يفرقون بين المرء وزوجه " ، وهذه التفرقة يمكن أن تتم بأمور مادية .. ألايوجد فى الحياة العادية من البشر - الذين لايراعون منهج الله – من ينقل كلمة هنا وكلمة هناك فيفرق بين الزوجين ؟ .. يوجد ونحن نشهد بذلك .. فاذا كان ذلك يحدث فى الأمور المادية فإنه يحدث أيضا فى الأمور الغيبية .والحق سبحانه وتعالى له أمور غيبية لايمكن أن نقول فيها كيف ؟ .. فهو سبحانه وتعالى أخبرنا أن التفرقة بين المرء وزوجه يمكن أن تحدث بالسحر ، ولكنه لم يبين لنا ماهى الطرق التى تحدث بها .. كما أخبرنا الحق جل جلاله أن الضر يحدث بالسحر ، ولكنه لم يخبرنا سبحانه عن كيفية حدوثه (الشعراوى 1990 ) .

" روى البخارى فى صحيحه 10/192 .. ومسلم فى صحيحه 4/1719 عن عائشة رضى الله عنها قالت : سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهودى من يهود بنى زريق .. يقال له لبيد بن الأعصم .. قالت : حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل اليه أنه يفعل الشئ وما يفعله .. حتى إذا كان ذات يوم _ أو ذات ليلة – دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ثم دعا .. ثم دعا .. ثم قال : ياعائشة .. أشعرت أن الله أفتانى فيما استفتيته فيه .. جاءنى رجلان فقعد أحدهما عند رأسى والآخر عند رجلى .. فقال الذى عند رأسى للذى عند رجلى .. أو الذى عند رجلى للذى عند رأسى : ما وجع الرجل ؟ .. قال مطبوب .. أى مسحور .. قال : من طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم . قال : فى أى شئ ؟ قال : فى مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر .. قال : فأين هو ؟ قال : فى بئر ذى أروان .. قالت : فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أناس من أصحابه .. ثم قال ياعائشة : والله لكأن ماءها نقاعة الحناء .. ولكأن نخلها رؤس الشياطين .. قالت : فقلت يارسول الله أفلاأحرقته ؟ .. قال : لا .. أما أنا فقد عافانى الله وكرهت أن أثير على الناس شرا .. فأمرت بها فدفنت " .

هذا الحديث قد أثار جدلا كثيرا بين العلماء وبنيت عليه الكثير من الممارسات ، وهنا نقول باختصار :

" كون محمد صلى الله عليه وسلم سحره اليهود .. هذا ليس اتهاما ضده .. ولكنه تحد للإنس والجان بأن يفعلوا أقصى مايستطيعون ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. والله جل جلاله سينصره عليهم .. ولو أنهم لم يستعينوا بالسحر والجان لقالو لواستعنا بالسحر لكانت لنا الغلبة عليه ..

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed