طباعة

حيرة مريض نفسى بين الطب والغيب

Posted in المجتمع

(5) أن الرسول e نهى عن إتيان الكهان والعرافين ونهى عن تصديقهم ، وما يفعله الكثيرون من المعالجين البدائيين اليوم لا يخرج عن كونه " عرافة " أو " كهانة " لأنهم يجزمون بتلبيس الجن والجن غيب عنا والجزم بالغيب عرافة ( حتى ولو تستروا بشعارات ورموز دينية أو شبه دينية ) والمريض المسكين حين يذهب إلى أحدهم فهو يرمي نفسه في المجهول .

(6) أن الاستعاذة من الجن ومن السحر ومن الحسد أمر بسيط علمنا إياه رسول الله e بقراءة المعوذتين وآية الكرسي وباقي أدعية الصباح والمساء وبتقوية العلاقة بين الإنسان وربه دون الحاجة إلى وسيط وهذه الأدعية يقرؤها الشخص المريض نفسه أيا كان نوع مرضه أو يقرؤها عليه أحد أقاربه أو أصدقائه ولا يكون هناك شخص بذاته يتولى هذه المهمة ويتخذها وظيفة وإلا أصبحت كهانة صريحة .

(7) ليس هناك ما يمنع بل إنه من الضروري الجمع بين أخذ الدواء الذي يصرفه الطبيب المتخصص وبين الدعاء وقراءة القرآن والرقية الشرعية التي علمنا إياها رسول الله e فكل هذا من أمر الله أما الأخذ بشيء مع إهمال باقي الأشياء فهو من قبيل الإختزال ، فالإنسان جسد وروح ولا يمكن الفصل بينهما وللجسد

ما يفيده وللروح ما يلائمها .

الرقية الشرعية :

في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري ، أن جبريل عليه السلام أتى النبي e فقال : يا محمد ! أشتكيت ؟ فقال : " نعم " ، فقال جبريل عليه السلام : " بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك " .

وهذه الرقية بصيغتها البسيطة يكفى أن يقرأها أحد الأقارب على المريض دون حاجة لتعريضه لممارسات الدجالين والمشعوذين ومدعى العلم الذين يوحون الى المريض ايحاءات شيطانية أو سحرية لايملكون عليها دليل إلا ظنونهم الخاصة . وحين يقرأ أحد افراد الأسرة الرقية على المريض واضعا يده على موضع الألم فإن فى ذلك رسالة حب وحنان ومودة تضاف الى بركة الرقية وتأثيرها الروحانى .

الخلاصة

لم أجد أجمل من كلمات فضيلة الشيخ الشعراوى ( رحمه الله ) لإيجاز هذا الموضوع :

" إذا كان ايماننا قويا بالله – واتجهنا اليه سبحانه وتعالى نستعيذ به – فانه جل جلاله يقينا شر هذا كله .. ولكن الذى يبقى فعل هذه الأشياء .. أننا لانلجأ الى الله جل جلاله .. ولكن إذا أصابنا ضرر فاننا نحاول أن نلجأ الى قدرات البشر ، فإذا أصيب الانسان بضرر السحر ، فإنه ينتقل من ساحر الى ساحر .. يحاول أن يبطل أثر السحر .. مع أنه لو اتجه الى الله تبارك وتعالى .. بقلب مخلص ..فإن السحر يبطل فعله . وكذلك الحسد .. نحن نحاول أن نلتجئ الى التمائم أو الأحجبة .. أو أشياء أخرى كالإستعانة بخرزة زرقاء أو غير ذلك . هذه التمائم كلها لاتضر ولاتنفع .. ولا تذهب حسدا ، ولاتزيل سحرا .. وهذا نوع من الشرك نحذر الناس منه .. لأن الفعل فى الكون كله لله سبحانه وتعالى وحده .. فلايوجد فعال لما يريد .. إلا الحق جل جلاله .. فإذا التجأنا لغير الله عز وجل .. نطلب منه الحماية أو إزالة الضر أو غير ذلك .. فإن هذا يكون نوعا من الشرك " ( الشعراوى 1990 ) .

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed