طباعة

الأغتراب وتعاطي المخدرات عند الشباب

Posted in المجتمع


ويرى المحلل النفسي كابساتل ( Gabsattel, 1979) بأن الإدمان هو ( أغتصاب الذات والوجود). ولو تمعنا في التعاريف اعلاه نجد أن مشاعر الأكراه والحقد والغضب واللأنتمائية والهامشية والتطرف كلها بمثابة الحوافز الدافعة للإدمان، علماً بأن هكذا مفاهيم يضمها ويختزنها الأغتراب بشكل عام وبهذا ومن باب أولى أن نقول بأن الأغتراب يعد من الدوافع الأساسية التي تدفع الفرد للإدمان على تعاطي المخدرات، لأن المتعاطي يبغي من خلال التعاطي الى ملء الثغرات النفسية التي لايمكن ملؤها عن طريق السلوك الشخصي.

أننا في المجتمع العراقي مثلاً ونتيجة للعقود المظلمة والتسلطية والقاهرة التي مرت عليه أبان الحكم الصدامي العفلقي وماعاشه هذا المجتمع من ويلات الحرب التي دامت سنون طوال هيأت مناخات مناسبة لأن تدفع الفرد لوقوع في شباك الأغتراب سواء كان على المستوى النفسي ، الأجتماعي ، السياسي، الأقتصادي، الثقافي والديني بحيث أن الجيل الذي تخرج من تلك الحقبة المظلمة كان جيل حرب يفتقر كثيراً للمرتكزات التربوية والنفسية ،أستطيع القول أنه جيل يعاني كثيراً من إنخفاض في مستوى الصحة النفسية لديه بحيث يدفع هذا الكثير منهم الى الوقوع في شباك الإدمان رغبة منه في ملء الفراغ النفسي لديه وبالتالي ممارسة السلوكيات التي تضم في طياتها مجالات الأغتراب وإبعاده والتي تتمثل في التمرد والعزلة واللامعيارية واللامعنى للحياة بشكل أوسع.

أن الحروب وخاصة تلك الذي يشنها السياسيون المتعجرفون من الذين يحكمهم التعصب الأعمى تنعكس على الأفراد بنوع من مشاعر الخوف من الموت والخروج على المألوف والقانون ( التمرد واللامعيارية) وكذلك الشعور بالضألة ( الهامشية واللانتماء) وما الى ذلك من المشاعر والضغوط النفسية الأخرى، هذه المشاعر تمثل نوع من الأغتراب عند الفرد يدفعه بالنتيجة الى البحث عن مخلص أو مفر وهمي من هذا الواقع المعاش فيصبح في الكثير من الأحيان الإدمان ملاذه الوحيد والذي بأعتقاده يساعده على البقاء، فالحرب كما يعرفها أحد المفكرين بأنها ( رجالٌ بالغون يقتل بعضهم البعض دون معرفة السبب)،

 

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed