طباعة

الوقايةُ من إصابات الدِّماغ الرَّضية

Posted in الصحة


يتَّصف الدِّماغُ بقوامٍ هُلاميٍّ، وهو يَطْفو داخل الجمجمة مُحاطاً بسائل خاصّ يُسمَّى السائلَ الدِّماغي النخاعي أو السَّائل الشَّوْكي. ويعمل هذا السَّائِلُ كوسيلة اِمْتِصاص للصَّدْمَة، فيحمي بذلك الدماغَ من الضربات الواقعة على الرَّأْس.

عندما يهتزُّ الدِّماغُ اهتزازاً عنيفاً ومفاجئاً في أثناء الحوادث، يمكن أن يَدْفَعََ السائلَ الدِّماغي النُّخاعي ويرتطم بالجمجمة. ولكن حتَّى وإن لم يَرْتطم الدِّماغُ بالجمجمة، فإنَّ حركةَ التَّسارع والتباطؤ التي يتعرَّض لها قد تسبِّب إصابتَه بضرر؛ وهذا ما قد يسبِّب تكدُّماً وتورُّماً يُعرف باسم الرضِّ.

عندما يتورَّم النَّسيجُ الدِّماغي المصاب ويزداد حجمه، فإنَّه يضغط على بقيَّة الدِّماغ؛ وبما أنَّ الجمجمةَ غير قابلة للتوسُّع، بسبب بنيتها الصُّلْبة والقاسية، لذلك يصبح التورُّمُ أكثرَ خطراً. حيث يسبِّب ضغطاً إضافيَّاً على الدِّماغ نفسه، مما يؤدّي إلى مزيد من الضرر لخلاياه.

يبدأ تورُّمُ الدِّماغ فَورَ حدوث الإصابة عادةً، ويستمرُّ بالتزايد طوال ثلاثة أيَّام لاحقة قبلَ أن يبدأَ بالعودة إلى حالته الطبيعية. وإذا كان التورُّمُ والضغط شَديدين وبَقيا من غير معالجة، فقد ينتهي الأمر بالموت.

يحيط بالدِّماغ غِشاءٌ يُسمَّى الأُمَّ الجافِيَة؛ ويقوم هذا الغشاءُ بحفظ السائل الدِّماغي النخاعي من التسرُّب إلى الخارج. ولكن، إذا ما اخترق جسمٌ ما الجمجمةَ ودخل عبر الجافية، فقد يسبِّب ذلك عدوى جرثوميَّة تُسمَّى التهابَ السَّحايا. ويمكن لهذه العدوى، إذا لم تتحقَّق السيطرةُ عليها، أن تنتشرَ في الجسم، وقد تؤُدي إلى الموت.

تحتاجُ خَلايا الدِّماغ إلى الأُكْسجين والموادِّ المغذِّية كي تستمرَّ في الحياة؛ وتصل هذه العناصر عبرَ الأَوْعية الدموية. ولكن، قد تتعرَّض الأَوْعية الدموية للدِّماغ إلى الأذى بسهولة في أثناء إصابات الرأس؛ فهي يمكن أن تنفجرَ خلال إصابات الرأس، وهذا ما يسبِّب النزفَ داخل الدِّماغ أو حوله، ويُسمَّى هذا النزف الورَمَ الدَّموي أيضاً.

يمكن أن يسبِّبَ النزفُ والتورُّم والضغط داخل الدِّماغ نقصَ تَدفُّق الدم إليه أيضاً؛ وهذا ما قد يؤدِّي إلى مَشاكل في وُصول الأكسجين وسكَّر الدم وبَعْض المعادن إلى خَلايا الدِّماغ. وإذا لم يُعالج الأمرُ، فإنَّ اضطرابَ التوازن (النقصَ الشديد في بعض العناصر أو الزيادة الشديدة في بعضها الآخر) يمكن أن يصبح سامَّاً لخلايا الدِّماغ، ويؤدِّي إلى مَوْتها.

يتألَّف نَسيجُ الدِّماغ من خَلايا صغيرة تُدْعى العَصَبونات؛ ولهذه العَصبونات وَصْلات طويلة تُدْعى المَحاوير، وهي لا تُرْى بالعين المجرَّدة، بل بالمِجْهر، ويشبه عملُها إلى حدٍّ كبير عملَ الأسلاك، حيث تنقل المعلومات بين خلايا الدِّماغ.
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed