طباعة

مصارعة الثيران رياضة أم ماذا؟؟

Posted in الثقافة

ويهاجم الثور كل شيء يتحرك أمامه بالغريزة الطبيعية ونتيجة للتربية والترويض الخاص الممتد مئات السنين. فالثور المخصص للمصارعة يختلف عن غيره من الثيران المدجنة في أنه لا يحتاج إلى تدريب خاص في المصارعة، كما انه لا يخضع للتجويع أو التعذيب لجعله أكثر شراسة وعدوانية. ويبلغ الثور المخصص للمصارعة أربع سنوات من العمر، في حين يربى الثور المخصص لأغراض أخرى ثلاث سنوات. وإذا كان المصارعون المتمرسون يواجهون في الحلبة ثيرانا تبلغ أربع سنوات من العمر، فانه لا يسمح للمصارعين المبتدئين بمواجهة ثيران عمرها أكثر من ثلاث سنوات.

في الفصل الثاني من المصارعة يدخل الفرسان (البيكادور) إلى الحلبة، ممتطين صهوات جياد معصوبة العيون ومدرعة الجانبين لحمايتها من قرني الثور. وقد استحدثت هذه الدروع بمرسوم صدر عام 1930 لحماية الجياد. ويرتدي الفارس قبعة مسطحة بنية اللون وسترة موشاة بالفضة، وسروالا من جلد الشامواه. ويحمي ساقيه بدرعين قويين. ويوجه الفارس ثلاث طعنات إلى العمود الفقري للثور برمح حاد لإضعافه. ثم يأمر راعي الحفل بإطلاق الأبواق، فيتقدم المساعدون المشاة من الثور للقيام بحركات رشيقة تنتهي بغرس قصبات ذات أشرطة ملونة من جانب ورأس شائك من الجانب الآخر في ظهره، فيضعف ذلك من عضلات الرقبة عند الثور ويجعل رأسه منحيا إلى أسفل، استعدادا للقتل. ويلبس المصارعون المشاة أزياء تشبه زي المصارع، ولكن ستراتهم وسراويلهم موشاة بالفضة.

يبدأ الفصل الثالث من المصارعة بانطلاق أصوات الأبواق. ومع أن الثور في هذه المرحلة يكون قد فقد الكثير من الدم وغدا أضعف وأبطأ حركة إلا أنه لا يزال شرسا وبالغ الخطورة. ويتعرض كثير من المصارعين لحوادث قد تودي بحياتهم في هذه المرحلة من المواجهة. ولا يزال يغلب على الثور الإحساس بان عدوه متربص له خلف الستارة المتحركة. وهنا يحرص المصارع على تركيز انتباهه على الخطر الجاثم أمامه وضرورة السيطرة عليه، محتفظا بتوازن بالغ الحساسية بين إمكانية أن ينقض عليه الثور فيقضي عليه ورغبة جامحة في النجاة بنفسه من الموت. وبعبارة أخرى فان الصراع الحقيقي، بشكل من الأشكال، ليس بين المصارع والثور، ولكن بين ما يدور داخل عقل المصارع من شجاعة وخوف.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed