طباعة

العقم الفكري في التفكير الطائفي

Posted in الثقافة

icإذا أردنا النظر إلى الحركة الاجتماعية عند الشعوب البدائية، تراها تتشابه إلى حد كبير مع شعوبنا التي ما تزال تتفاعل مع المحيط الخارجي بطريقة فطرية. لا شك إن الإنسان و منذ ولادته، تلد معه رغبة دفينة للتميز عن الآخرين، لكن التربية الاسروية و المعايير الأخلاقية النسبية للمجتمعات هي التي تحدد المنحى للتفرد و التميز.

 

 

غالبا ما يلجأ الإنسان إلى تقليد شخصية أسطورية، تمثل مجتمعه و تمثله.فإذا نظرنا إلى المجتمعات الفطرية، نرى في أساطيرها نموذجا للبطل الأسطوري، غالبا ما يكون هذا البطل مؤسس عقيدة أو دين، أو قد يكون بطلا وهميا. لكن ما يجمع بين هؤلاء الأبطال، هو نموذج لشخصية قائدة تستطيع مجابهة الآخر الغريب لتنتصر عليه، و بانتصارها ترسخ عقائدها على الآخرين.

ولدت هذه الحالة من الدكتاتورية الفكرية منذ ولادة الإنسان، لتنصهر هذه الرغبة الفردية في المجتمع ليتكون بعدها رغبة فطرية قبائلية. فإذا دققنا في تاريخ الهنود الحمر مثلا، نجد في قبيلة "اونونداكا" تمجيد هذه القبيلة لبطلهم الأسطوري "هيواثا"، فقد نسجوا من الخيال الرائع ميلاد و انتصارات هذا البطل.

هذه الصورة المنسوجة من الخيال، نراها تتكرر عند جميع الأنبياء و القديسين. فالإنسان بحاجة إلى صورة إنسانية من عرقه أو جنسه ليمثله و ليستطيع من خلال هذا البطل تحقيق ذاته و كيانه. مع مرور الزمن يتحول هذا البطل إلى رمز ديني، لينتج عن هذا الرمز فروض دينية، فيصبح الفرد في حالة أسيرة لمعتقداته، و كلما زاد شعوره بالانتماء إلى القبيلة، فرض على نفسه و على القبيلة قيودا جديدة، يصعب بعدها كسرها و الانفلات منها. و في هذه الحالة يخلق الإنسان جنة في أعماقه يبيح لنفسه ممارسة الرغبات المكبوتة و المحرمة عليه على العرق الآخر الذي لا ينتمي له.
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed