طباعة

التعايش مع زوج خائن

Posted in الثقافة

وحتى لا يكون التعايش استسلاماً وعجزاً يجب على ضحية الخيانة أن يعرف ماذا يريد، وماذا يستطيع. إن التصرف المبني على المعرفة الصادقة بالنفس وبالواقع هي التي تنتج القرار الصحيح والقوي، وما سوى ذلك هو نوع من الضعف.

وعند اتخاذ قرار التعايش علينا التفريق بين شريك قام بالخيانة ثم تاب من جريمته، وشريك لم يترك خيانته، فالتعايش مع التائب من خيانته إن كانت توبته نصوحاً يعني أن يقبل الشريك توبته ويعفو عن خطئه، لكن حتى يؤدي العفو إلى بناء أقوى للعلاقة بين الزوجين وإلى تأسيس أوثق للأسرة والبيت يجب أن يترافق مع بعض الإجراءات والتغييرات من كلا الطرفين، من هذه الإجراءات:

1-    مراجعة لتاريخ العلاقة بين الزوجين وتذكير بأسسها، واعتماد هذه المراجعة مبدأ الصراحة دون التجريح والإساءة، ولا ريب أن هذه الخطوة تتطلب مهارة عالية في إدارة العواطف وضبط الانفعالات، لكنها في حال نجاحها قد تعيد العلاقة أقوى مما كانت.

2-    بعد المراجعة على الزوجين تحقيق صدق التوبة من المخطئ، وصدق العفو من الضحية، وإذا صدقت التوبة من المخطئ فإن من حسن العفو وتمام المغفرة ألا يعاد ذكر هذه الحادثة في الفترات التالية، حتى لو كان ذلك في مواقف توتر ونزاع. ليس من الحكمة أن تقول الزوجة لزوجها: ألست أنت الذي فعل كذا وكذا؟ وليس من التسامح أن يبقى المتسامح يَمُنّ بتسامحه: لقد احتملت منك كذا وكذا ...

3-    وإذا تحقق صدق التوبة وصدق القبول يصبح من الضروري صيانة الأسرة من آثار الخطأ الذي حصل، بصيانة خصوصية العلاقة بين الزوجين، وصيانة خصوصية الأسرة في محيطها الاجتماعي، فليس من الضروري أن يعرف أعضاء الأسرة الآخرون بالخيانة وآثارها، وليس من الضروري أن يعرف ذلك المتصلون بالأسرة من أقارب وأصدقاء. وعلى الزوجين بذل الجهد والتعاون الكافي لتأمين هذه الحماية.

 

إن علينا أن نتأكد ونؤكد أن التوبة نجاح، وأن العفو تميز، وأن الأسرة التي تقوم على هذا النمط من السلوك هي أسرة سوية، بل متميزة.

أما الزوج الذي لم يترك خيانته، ضعفاً أو قصداً، فهو لن يبني بيتاً صالحاً، ولا أسرة هانئة، ومع ذلك قد يكون التعايش معه هو القرار المتخذ، لأن كل ما سواه أسوأ منه، خاصة عندما لا يوجد في المحيط الاجتماعي أطراف تساند الضحية.

والأزواج الذين يتعايشون مع شركاء ما زالوا يمارسون خيانتهم، أو لم يعلنوا توبتهم منها، يستخدمون استراتيجيات متعددة، وسنذكر بعض هذه الاستراتيجيات التي يحاول فيها الضحايا التوفيق بين نوازع أنفسهم المتصارعة، أو المواءمة بين عناصر بيئاتهم المتعارضة. فمن هذه الاستراتيجيات:

1-    تحويل العلاقة المحرمة إلى علاقة مباحة، وهذا في حالات الزوجات اللواتي يوافقن على البقاء مع أزواجهن إذا تزوج الرجل من المرأة الأخرى زواجاً شرعياً، فتقبل المرأة الأولى أن تعيش مع ضرتها مادامت علاقة الرجل بالمرأة الأخرى شرعية، وتتمكن المرأة من التغلب على مصاعبها بعد اطمئنانها إلى دينها وأساس شرعية بيتها. وقد تتمكن المرأة من تحقيق التكيف الطبيعي والنمو السوي في نفسها وواقعها، خاصة في المجتمعات الإسلامية التي تقر تعدد الزوجات.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed