طباعة

إلا تنصروه فقد نصره الله

Posted in الثقافة

123الحمد لله العلي القدير ، والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
أما بعد ،

فقد حلت بهذه الأمة الخيرة في هذا الزمان ، مصيبة عظمى وداهية كبرى ، حيث اجترأ سفهاء الناس وأراذلهم من الكفار ، على سب المصطفى المختار عليه الصلاة والسلام ولمزه والتنقص من أخلاقه ودينه جهارا ، وتكرر ذلك منهم ، تارة بما يكتبونه ويرسمونه في الصحف ، وتارة بما يعرضونه من أفلام قبيحة ، لا تقل قبحا وسفها وخسة عن وجوهم الكالحة ، سودها الله في الدنيا والآخرة..
وقد تابعنا بأسى شديد ، وحزن بالغ وغضب مفرط ، خبر ما فعله أولئك الفجرة منذ أيام ، من التطاول على خير الأنام ، وليس ذلك بغريب على من حاد الله ورسوله ، فإن هذا ديدنهم منذ بعثته عليه السلام..
بل هو ديدنهم مع كل الرسل ، كما سيأتي..
وقد توعدهم الله بأليم العقاب وشدة العذاب ، واللعن والغضب والمقت والسخط في الدنيا والآخرة..
قال تعالى: {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا}..
وقال سبحانه: {إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم وقد أنزلنا آيات بينات وللكافرين عذاب مهين}..
وقال: {إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين * كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز}..
والآيات في هذا المعنى أكثر من أن تحصر..


* * * * *
{سنة الله في الذين خلوا}


وهذا ديدن أهل الكفر والشقاق منذ أن بعث أول رسول إلى الأرض ، نوح عليه السلام ، فقد قص الله ما صنعه قومه معه ، وكيف سخروا منه ومن أتباعه من المؤمنين..
قال تعالى: {ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون * فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم}
وتتابعت آيات القرآن على ذكر حال الكافرين المعاندين للرسل ، وكيف كانوا يكذبونهم ويسخرون منهم ويقذفونهم بفاحش القول وساقط الكلم ، والرسل تصبر على أذاهم وتدعوهم إلى الإيمان ، حتى أتاهم نصر الله ، وهي سنة الله في الذين خلوا من قبل..
وقد قص علينا القرآن أعظم من هذا الإثم ، وهو سب الكفار لله ، ونسبة النقص إليه في ذاته وصفاته وأفعاله تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً..

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed