التوجيه الاجتماعى السيىء:
قد يتوهم الرياضيون الشباب أن كثيرًا من الفرص فى بناء حياتهم، وحياة أسرهم متوقف على النجاح الذى يحرزونه فى المنافسات الرياضية، وما يجنونه من ورائها، وهذا بسبب ما يتلقون من نصح خاطىء من آبائهم وقادتهم الرياضيين، ولكنهم لا ينجحون فى تحقيق هذه التصورات إلا في فرص نادرة للغاية.
وحتى إذا تم ذلك، فإن وظيفتهم فى مجال الرياضة قد لا تكون أفضل وسيلة للوصول إلى التحقيق الكامل لشخصيتهم، فإذا كان أحد الأبطال قد وصل إلى مرتبة رياضية عالية على المستوى القومى والدولى، وبالتالى يستطيع أن يكسب عيشه، فإنه يوجد الآلاف الآخرون الذين يجذبهم الأمل الواهى في الشهرة القصيرة الأجل، فينقطعون - مبكرًا - عن دراستهم أو تدريبهم المهنى ليوقنوا - متأخرين للغاية - أنهم قد اختاروا الطريق الخطأ وعرضوا مستقبلهم للخطر.
تعاطى العقاقير المنشطة:
ينبغى للرياضى معرفة العقاقير المسموح بها سواءً فى أثناء التدريب أو خلال فعاليات المنافسة الرياضية، وذلك من خلال معرفة قوائم الأدوية المحظورة التى تعمل على زيادة القدرات البدنية، وكذلك قدرات التحمل، مما يجعل الرياضة فى وضع غير شرعي وغير جائز، والصادرة عن اللجنة الأوليمبية الدولية، والاتحادات الرياضية الدولية.
وكذلك معرفة الأساليب المحظورة، مثل نقل الدم أو تبديل الدم أو إضافة دم يحوى نسبة كبيرة من الهيموجلوبين، وبناءً على ذلك فالأدوية المسموح بها هى كل ما لم يرد ذكره فى القوائم المعرضة للتبديل سنويًا، ولكن مع ذلك كله، هناك أدوية وعقاقير مسموح بها وتضم مجموعات من الأدوية الشائعة الاستعمال التى قد يساء استخدامها في الوقت نفسه.
ولذلك، فالمشكلة ليست محصورة فقط فى الأدوية المحظورة، بل تمتد إلى الأدوية الأخرى، وهذا التصرف يهدد أسس الرياضة التى تعتمد على التدريب والتمرين والاهتمام بالناحية الغذائية.
يعتقد معظم الرياضيين أو من يتناول هذه الأدوية أن معظم الأدوية المستخدمة فى الرياضة عامل مساعد على إعادة الصحة، أو أنها تزيد من قوتهم ومظهرهم.
فالتخدير الموضعى الذى يلجأ إليه فى الملاعب والأدوية المضادة للالتهاب تدخل ضمن العامل الأول المساعد على إعادة الصحة، بعد انتهاء المنافسة يتم عادةً حقن اللاعب بالمسكنات أو إعطائه أدوية لتخفيف ألمه فقط، وقد يتم الاستعانة ببعض الأدوية المنشطة المحظورة لإخفاء الأعراض التى يشكو منها اللاعب.
المنبهات النفسية:
ويمكن تعريفها، بأنها: أدوية منبهة تؤثر فى الجملة العصبية المركزية والمحيطية، وتأثيرها يتوافق مع تغير فى الطباع والتصرف، وهى تعمل على زيادة عدد وسرعة النواقل العصبية، وتهدف فى الأساس من حيث المبدأ إلى: زيادة القدرة البدنية - زيادة التحمل عبر تنبيه الجهاز العصبى - تغير فى السلوكيات العامة لفترة قصيرة.
وهذه الأدوية تزيد من الانتباه أو اليقظة، وتدفع متعاطيها إلى الاعتماد عليها؛ حيث يشعر بالنشاط والانشراح بعد تناولها.
وهذه الأدوية يمكن الاستفادة منها فى علاج بعض الحالات المرضية، غير أنه قد لوحظ إساءة استخدامها فى عدة مجالات، وخصوصًا فى بعض الألعاب الرياضية، كما يقوم بعض التلاميذ بتناولها بهدف زيادة القدرة على السهر.
وهذه العقاقير عرفت منذ زمن بعيد، ومنها: أوراق الكوكا التى تحوى الكوكايين، وهى من أخطرها وأشدها تأثيرًا.
ومن الملاحظات المهمة التى تمت على الرياضيين أن مادة الأمفيتامين، قد انتشر اللجوء إليها منذ سنة 1974م، وبشكل واسع نسبيًا؛ الأمر الذى تطلب ضرورة التصدى لها وإيضاح الأضرار الناتجة عنها، ووضع قواعد صارمة لصرف مثل هذه الأدوية؛ بحيث لا تصرف إلا بوصفة طبية خاصة فى الوقت نفسه الذى يتم فيه وضع العقوبات على متعاطيها.
التعصب:
إن إدراك أية مشكلة ومدى خطورتها، هو الوعى فى محاولة إيجاد حل لتلك المشكلة، ويعد البداية الأولى لمعرفتها، فمشكلة التعصب لدى الإنسان، هى مشكلة جوهر وجود الكيان الإنسانى السوى، فإذا ما آمن الإنسان بهذا النمط من السلوك فى التعامل مع إنسان ما بعينه أو مجموعة ما بعينها، فهو يعد اضطرابًا فى معيار الصحة النفسية أو العقلية، وهو صراع داخلى يحدث للإنسان وينم عن اختلال التوازن.
وبذلك، فإننا نسلم جدلاً بأن الإنسان المتعصب هو بمثابة المريض عقليًا ونفسيًا، لما يتميز به من جمود وتصلب في الرأى.
ومن المعروف لدى الجميع وخاصة المشتغلين فى علوم النفس، أن النفس الإنسانية تكره الكشف عما يدور فى ثناياها وما تخبئه، حتى قيل أن التحديق فى ذواتنا الداخلية أمر محبط، ومواجهتها بصدق وإخلاص من أصعب الأشياء وأعقدها، وذلك بسبب ما تحمله من نزعات تنطوى على الكثير من الأخطاء ومن الخوف من مواجهتها بتلك الحقائق ... لذا، فإن مواجهة النفس من أصعب المواجهات وأعقدها.
والتعصب ظاهرة اجتماعية لها بواعثها النفسية، وهى تنشأ أولاً وقبل كل شىء من بواعث نفسية لا علاقة لها فى الأصل بالعقيدة الدينية.
وتفسر اتجاهات التعصب على النحو التالى: إن العدوان طاقة انفعالية لابد لها من منفس، ويتخذ لذلك موضوعًا معينًا تفرغ فيه الشحنة الزائدة، وإذا لم يتمكن العدوان من أن يصل إلى مصدر، فإنه يلتمس مصدرًا آخر يصبح كبش الفداء، ومثال على ذلك الموظف الذى يوجه له رئيسه التوبيخ والإهانة، ثم لا يستطيع أن يرد على رئيسه، فإنه عندما يعود لمنزله يصب غضبه على زوجته وأبنائه، ويحتمل أن يتحول العدوان لدى الإنسان من موضوع إلى موضوع آخر، أو يستبدل هدفًا بهدف لغرض التفريغ والتخلص من الشحنات المكبوتة، وإذا ما منع هذا التحول أو الاستبدال، ارتد نحو الذات، وبذلك تفتك النفس بنفسها.
مشكلة الهواية والاحتراف:
لاشك أن الاحتراف لغة التعامل فى العصر الرياضى الحديث, وهو: تحديد وتنظيم وتوقيت وربط التفاعل بين الرياضيين والهيئات الرياضية.
وقد تأسس الاحتراف فى الدول المتقدمة على الرغم من بؤس الحالة التى كانت تمارس بها الرياضة كهواية, وكان تحول العمل الاحترافى فيها إلى عمل مقنن له أبعاده وله مزاياه وفنونه, وخلال السنوات الماضية لقى من الشوائب التى لازمته وساعدت التجربة فى توسيع مساحة الخبرة، ووضع حد للمواربة السائدة فى كثير من حالات التعاقد.
ويرى المؤلف - عمرو بدران - أنه: لو تم التأثير والأخذ بعين الاعتبار أن الاحتراف لا مناص منه والعمل به فى القريب العاجل, فإن من الأولويات المهمة التعرف على الخبرات العالمية لتحديد خطوات الاحتراف, دون الاعتماد على التأثيرات العاطفية.
وفيما يلى بعض النقاط التى يمكن الانطلاق منها، وهى:
واقع الاحتراف:
إن واقع الاحتراف يشتمل على الاستعداد الرسمى والشعبى لتقبل الاحتراف الرياضى, وإذا كان من الممكن أن تكون المساهمة الرسمية التى تمثلها الحكومة خطوة مهمة على تشجيع الاحتراف؛ حيث تتبعها مساهمات كبار التجار والشركات الوطنية كالتسويق مثلاً, فإن مدى قناعة وتقبل هذا الاحتراف على المستوى الشعبى هو التكملة المطلوبة والمهمة على مستوى التفاعل.
نظام الاحتراف وقانونه:
يجب تحديد قواعد تقودنا خطوة بخطوة نحو التطبيق المثالى, ووضع قانون لضبط لغة التعامل فى التعاقدات وإلزام الأطراف بما يجب تنفيذه - لها وعليها.
الهيئات والأفراد ذوو المصلحة فى الاحتراف:
· يجب تحديد هذه الهيئات - الأندية -, إذ لا يعقل أن تصنف جميع الأندية المشهرة فى الدولة للاحتراف.
· يجب تحديد أفراد الاحتراف, فيوجد لاعبون يمكن وضعهم فى خانة التعاقدات، وليس لكافة التسجيلات فى الفريق الأول, كما أنه يجب أن تضاف إلى خانة التعاقدات مجموعة من مدربى الأندية المواطنين، وكذلك الحكام, ومجموعة أخرى من إداريى الأندية يجب أن نضعها في حسبان الاحتراف.
بعض الخبراء ينظرون إلى تجارب الآخرين على أنها عين الصواب، وهذا عين الخطأ فلكل مجتمع أزياؤه الخاصة التى تناسبه وتليق لجماله، أما أن تستورد كل الخطط والبرامج وتحاول أن تطبقها دون أدنى النظر إلى قوانين المجتمع وعاداته وتقاليده فهذا خطأ كبير.
ولعلنا نصل إلى الرياضة بمفهوم الألفية الثالثة ... رياضة تنافسية تتطلع لمناجم الذهب أينما كان، فالمقومات الحضارية والمادية متوفرة لدينا ... لكننا نعانى فقط من غياب البرمجة طويلة المدى من ناحية، ونعانى أيضًا من حالة الإحباط التى يعيشها شارعنا الرياضى بدءًا باللاعبين والإداريين والجماهير.
التمويل والاحتراف:
إن بداية تقنين الاحتراف فى المجال الرياضى جاءت من خلال طرح راندش رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية السابق لتطورين، هما:
· احتراف تربوى: ويعنى الاستمرار كحافز لتعزيز الهواية.
· احتراف تدريبى: لتعزيز المهنة وتطوير الأداء الإنسانى.
حيث قال: إن البطل الرياضى فنان كأى فنان فى مجالات الحياة المختلفة؛ حيث قارن محمد على كلاى بـ أنتونى كوين، وقال أننا لا نستطيع أن نقدم فنانًا مبتدئًا على أنه بطل عالم ... فهذا يحتاج إلى دعم.
ومن هنا بدأت الطبقية فى الرياضة, وبدأ معها السعى إلى النجومية، فظهرت المنشطات والغش والأزمات التربوية والسياسية للرياضة كلها من أجل الفوز كناتج طبيعى للاحتراف الرياضى, حتى أن اللجنة الأوليمبية الدولية - أرفع منظمة رياضية دولية - تعانى جراء الاحتراف وانتهاك القيم الرياضية, وتلوح فى الأفق الآن - 2005م - فكرة البدء فى دورة ألعاب أوليمبية للهواة وأخرى للمحترفين؛ حيث جاء هذا التصور كإفراز طبيعى لعدم اتساق المعادلة نظرًا لأن الاحتراف فى العمل الرياضى هدفه المال, أما هدف الرياضة فهو تكوين إنسان أفضل بشكل عام.
المصدر : www.hayatnafs.com