الموهبة وأثرها في صناعة الأديب
وهكذا دواليك نجد أنفسنا أسرى الحرف الجميل والكلمة البسيطة القوية المعبرة والجملة المتماسكة حتى إذا ما أعدنا قراءتها لمرات ومرات نجد أنفسنا نشعر بعطش شديد لقراءتها ونتخيل ونحن نقلب مفرداتها بأننا نستطيع أن نفعل مثله ومن أول محاولة ندرك حجم هذه القلعة المنيعة وخطر هذا البحر الهادئ أنها بكل بساطة السهل الممتنع ذلك الذي تجعلنا نرى مهارة السابح ودقة الصانع وحركة العازف وريشة الفنان وقلم الكاتب وصوت الشاعر وخفتهم بممارسة كل منهم لما وهب له وخلق وكأنه في متناول أيدينا لنكتشف بعد أول محاولة حجم موهبتهم وقلة حيلتنا.
وهذا السهل الممتنع هو الذي يجعلك تتصيد كتاب للحكيم أو طه حسين أو السباعي وتطرب وأنت تستمع إلى محفوظ أو هيكل أو نبيل خوري (رحمه الله) أو سمير عطا الله أو كوليت خوري أو القباني (رحمه الله) أو حتى الاقدمون منهم كالمتنبي أو ابن خلدون وغيرهم الكثيرون لا تسعها الصفحات،
في حين تنفر مما يكتب وقد زين اسمه بالألقاب الكثيرة وجمع بين يديه مناصب تضع مصير الأدب والأدباء على شفير شحطة من قلمه، فلا تجد فيما يكتب ما يحرك الفؤاد حتى وان زينها بالجوائز وأتحفها بالميداليات.؟؟؟ !!!
المصدر : www.almouhytte.com
- << السابق
- التالي