طباعة

أبو القاسم الزهراوي

Posted in الثقافة

- تكلَّم الزَّهراويُّ عن الأوجاع التي تحدثُ قبلَ حُدوث الطَّمث بيومين أو أكثر (أو ما ندعوه المتلازمةَ السَّابقة للطَّمث premenstrual syndrome): "وقد تَعتَري بعضُ النِّساء قبل مَجيء الطَّمث أوجاعٌ في السرَّة وكسلٌ وثِقَل في البدن، ويقلُّ الوجع حتَّى ينطلق الطمثُ ويذهب الوَجع".

- كما يقول الزَّهراوي في معرِض حَديثه عن التَّوليد: "ينبغي للقابلة أن تعرفَ أوَّلاً شكلَ الولادة الطبيعية ... فاعلم أنَّ هذه الولادةَ تكون على الشَّكل الطَّبيعي، ويكون خروجُه على رأسه والمشيمةُ معه أو معلَّقةً من سرته ... وما خلا هذه الولادة فهي غيرُ طبيعيَّة مذمومة، لأنَّه قد يخرج الجنينُ على رجليه ويُخرِج يَديه قبلَ رأسه ورجلَيه ويدَه الواحدة أو رجلَه الواحدة أو يُخرِج رأسَه ويده أو يَخرُج منطوياً وربَّما انقلبَ على قفاه ونحو ذلك من الأشكال المذمومة، فينبغي للقابلة أن تكونَ حاذقةً لطيفةً بهذه الأشياء كلِّها، وتحذر الزَّلَل والخطأَ، وأنا مُبيِّنٌ كلَّ شكل منها وكيف الحيلة فيه لتستدلَّ بذلك وتقفَ عليه".

- في حَديثه عن الكيِّ، يقول: "ولا يَقَعُ ببالكم يا بَنِيَّ ما يتوهَّمُه العامَّةُ وجُهَّال الأطبَّاء، أن الكيَّ الذي يُبرئ من مرضٍ ما، لا يكون لذلك المرض عودة أبداً، ويجعلونه لزاماً، وليس الأمرُ كما ظنُّوا، من أجل أنَّ الكيَّ إنَّما هو بمنـزلة الدَّواء الذي يُحيل المزاج، ويجفِّف الرُّطوبات التي هي سبب حُدوث الأوجاع، إلاَّ أن الكيَّ يُفضَّل على الدواء، لسرعة لحجه، وقوَّة فعله، وشدَّة سلطانه. وقد يمكن أن يعودَ المرض وقتاً ما من الزمان، على حسب مزاج العليل، وتَمكُّن مرضه وقوَّته".

- ويتكلَّم الزَّهراويُّ في السَّكتة "وهي الفالِجُ العَظيم" فيقول: "وتكون على ثلاثة ضُروب: إمَّا أن تكونَ قويةً مزمنة فلا يُبرأ منها، وإمَّا أن تكونَ ضعيفةً فيُبرأ منها وذلك في النَّدرة، وإمَّا أن تكونَ قويةً جداً فتَقتل سريعاً؛ وعلامةُ السَّكتة القوية هو أن تنقطع فيها الأفعالُ المدبِّرة الثَّلاثة: التخيُّل والفكر، والذكر، والحسُّ، والحركة من جميع الأعضاء، وجفون النَّفس، والزَّبد. ومقدِّماتُ السكتةِ الصُّداعُ الشديد، الذي يعرض بغتةً، وانتفاخ الأوداج، ودُوار وشعاعات بتخيُّل للبصر، وبرد الأطراف من غير برد الهواء، واختلاج في البدن، وعُسر في الحركة، واصطكاك الأسنان في النوم، والنسيان والبلادة".

- ويتحدَّث الزَّهراوي عن السَّرطان فيقول: "السَّرطان إنَّما سُمِّيَ سرطاناً لشَبهه بالسرطان البحري، وهو على ضربين: مبتدئ من ذاته، أو ناشئ عقب أورام حارَّة ... وهو إذا تكامل فلا علاجَ له ولا بُرءَ منه بدواء البتَّة إلاَّ بعمل اليد "الجراحة أو الكي" إذا كان في عضو يمكن استئصالُه فيه كله بالقطع ... والسَّرطان يبتدئ مثل الباقَّلاء، ثمَّ يتزايد مع الأيام حتَّى يعظمَ وتشتدُّ صلابته، ويصير له في الجسد أصلٌ كبير مستديرٌ كَمَدُ (متغيِّر) اللون، تَضرب فيه عروقٌ خُضر وسُود إلى جهةٍ منه، وتكون فيه حرارة يسيرة عندَ اللَّمس".

- ويتكلَّم الزَّهراوي عن الفرق بين سرطانين، فيقول في الفرق بين سرطان القرنية وسرطان البدن" "أنَّه إذا ما حدثَ في العين لَزِمَه وجعٌ شَديد مؤلم مع امتلاء العروق والصُّداع وسيلان الدموع الرقيقة، ويفقد العليلُ شهوةَ الطعام ولا يَحتَمل الكُحلَ، ويؤلمه الماء، وهو داءٌ لا يبرأ منه، لكن يَعالَج بما يسكِّن الوجع".

وفي صفاتِ الزهراوي، يَقول الأديبُ والمؤرِّخ "الحَميدي" في كتابه "جذوة المقتبَس في أخبار علماء الأندلس": إنَّ الزهراوي كان من أهل الفَضل والدِّين والعلم، كما ذكر آخرون أنَّه كان يخصِّص نصفَ نهاره لمعالجة المرضى مَجَّاناً قُربةً لله عزَّ وجلَّ.

ونورد فيما يلي بعض ما قيلَ عن الزهراوي:

- المستشرقة الألمانية الدكتورة زيغريد هونكه: "الزهراوي أوَّل من توصَّلَ إلى طريقة ناجحة لوقف النَّزف من الشرايين ...".

- عالم الفيزيولوجيا هالر: "كانت كتبُ أبي القاسِم المصدرَ العام الذي استقى منه جميعُ من ظَهر من الجرَّاحين بعدَ القرن الرَّابع عشر ...".

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed