طباعة هذه الصفحة
الإثنين, 16 نيسان/أبريل 2012 14:55

اكتئاب ما بعد الولادة

كتبه  موقع الريحانة
قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

depresed-mumإن من نعم الله تعالى على عباده نعمة الأبناء، وكيف لا وهم زينة الحياة الدنيا وزهرتها وبهجتها، فكما قال تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ). ونظرا لأن حب الأبناء والاشتياق إليهم فطرة في أي إنسان، نجد أن كل فتاة تحلم باليوم الذي تصبح فيه أما، وتدعو الله ليل نهار حتى يرزقها طفلا جميلا رائعا، وهذه سنة الحياة،

 

 

فحتى الأنبياء والرسل لم يتوقفوا عن التضرع إلى الله حتى يرزقهم الابن الصالح، فهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام يدعو الله قائلا: (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ)، وهذا زكريا عليه السلام: (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً . يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً).
وهكذا، تجدي نفسك سيدتي تنتظري طفلك بفارغ الصبر وتبدئي في إعداد العدة لاستقبال الوافد الجديد الذي سيملأ عليك حياتك سعادة ومرحا وبهجة، لكن قد تُصابي ببعض الأعراض المزعجة بعد الولادة مباشرة كالكآبة والحزن والقلق والخوف المفرط على طفلك وربما تبدئي في البكاء دون سبب واضح..كل هذه أعراض لحالة شائعة يطلق عليها اكتئاب ما بعد الولادة، وهو اضطراب طبيعي تُعاني منه حوالي 80% من الأمهات حديثات العهد ، لذا لا تقلقي وتابعي معنا السطور التالية.

الأعراض:
تبدأ أعراض الاضطراب بالظهور في حوالي اليوم الثالث إلى الخامس من ولادة الطفل، وتختفي تلقائياً بعد مرور أسبوعين دون أن تترك آثاراً ضارة على الأم أو الوليد، لكن قد تتطور على مدى عدة شهور لتصبح اكتئابا. وفي بعض الأحيان، قد يظهر الاكتئاب بشكل مفاجئ بعد عدة شهور من الولادة.


 

أعراض اكتئاب ما بعد الولادة
 فقدان الاهتمام بطفلك وبمظهرك.
 أفكار سلبية تجاه طفلك.
 الخوف المفرط على طفلك وسلامته، وقد تراودك بعض الأفكار المتسلطة حول إيذاء طفلك مما يصيبك بالقلق.
 فقدان النشاط والحيوية.
 الشعور بالذنب وفقد الثقة بالذات.
 العصبية والقلق الزائد.  تقلبات مزاجية.
 نوبات من البكاء دون سبب.
 الحزن والكآبة.
 إحساس بالتعب والإرهاق.
 تغيرات في الشهية أو الوزن.
 صعوبة التركيز.
 الأرق واضطرابات النوم.
 التفكير في الموت أو الانتحار.



المسببات:
على الرغم من عدم وجود سبب محدد لإصابة بعض النساء دون غيرهن بمثل هذا الاضطراب، إلا أن هناك عدد من العوامل التي قد تساهم في ظهوره، أهمها:
 التغيرات الهرمونية التي تحدث للحامل أثناء شهور الحمل، فمستوى هرموني البروجيستيرون والاستروجين الذي كان مرتفعا طوال فترة الحمل، ينخفض بشكل كبير خلال أيام قليلة من الوضع. كذلك، قد تنخفض مستويات هرمونات الغدة الدرقية بشكل حاد بعد الولادة، مما يؤثر على نشاط الجسم و‬يؤدي ‬إلى شعور بالإرهاق والإعياء بالإضافة إلى أعراض مشابهة للاكتئاب. ومن المعتقد أن مثل هذه التغيرات الهرمونية، التي يصاحبها في الغالب اضطرابات في ضغط الدم والتمثيل الغذائي وكفاءة جهاز المناعة، تلعب دورا مهما في الاكتئاب الذي تصاب به العديد من النساء بعد الولادة.
 التغيرات الجسدية والانفعالية التي تتعرض لها المرأة بعد الولادة، فربما كانت الأم تعاني من آثار آلام الوضع وتبعات الحمل، هذا بالطبع خلاف التعب المستمر وقلة النوم الذي تعاني منها تقريبا كل الأمهات الجديدات.
 صعوبة التكيف مع المسؤوليات الجديدة المتعلقة بالطفل، خاصة إذا كانت أم للمرة الأولى، ففي مثل هذه الحالة تشعر بالتوتر والقلق المستمر بفعل التغيرات الجديدة في نمط حياتها.
 وأخيرا، قد تعاني السيدة بعد الولادة من القلق حول مظهرها وجاذبيتها أو حول قدرتها على رعاية طفلها والاهتمام به، هذا بالإضافة لضغوط الأسرة واحتياجات الزوج، وكذلك ضغوط العمل في ‬المنزل وخارجه.



عوامل الخطورة:
قد تكون جميع النساء عرضة للإصابة بهذا النوع من الاكتئاب، ‬وفي ‬أي‬ مرحلة عمرية كذلك، إلا أن بعض السيدات قد يكن أكثر عرضة للإصابة من غيرهن. وبشكل عام، يمكن إيجاز عوامل الخطورة كما يلي:
 تاريخ سابق مع الاكتئاب، أو اكتئاب ما بعد الولادة أو اضطراب ما قبل الحيض.
 وجود مشكلات أسرية بين الزوجين أو غياب الدعم الاجتماعي.
 التعرض لمشكلات أو أحداث مؤلمة أثناء الحمل أو الولادة، وأهمها الولادة المتعسرة، الولادة المبكرة أو المتأخرة، أو المرض أثناء الحمل أو عدم الرغبة في الحمل.
 فصل الأم عن الطفل لأسباب تتعلق بأي منهما.
 صعوبات أو مشكلات تتعلق بالطفل، مثل صعوبة في الرضاعة أو النوم أو وجود بعض الأمراض أو التشوهات الخلقية.

كيف تؤثر هذه الحالة على طفلك فيما بعد؟؟؟
إن إصابتك باكتئاب ما بعد الولادة لا تعني انك أم سيئة، لكن أعراض كالإرهاق، العصبية، فقدان الاهتمام، والبكاء قد تؤثر على قدرتك على الاهتمام بطفلك أو رعايته بشكل سليم. لذا، لا تشعري بالذنب أو الخجل فهذا أمر خارج عن إرادتك، وسارعي بطلب المساعدة الطبية حتى تحصلي على العلاج المناسب وتُجنبي طفلك تلك التبعات.
آثار اكتئاب ما بعد الولادة على الأطفال
مشكلات سلوكية: اضطرابات النوم، التقلبات المزاجية، العدوانية، وفرط النشاط.
النمو المعرفي: تأخر في النمو المعرفي، بما في ذلك التأخر في النطق أو المشي، صعوبات التعلم، ومشكلات في المدرسة فيما بعد.
النمو الاجتماعي: صعوبة إقامة صداقات أو علاقات اجتماعية سليمة مع الآخرين، ميل للعزلة الاجتماعية والانسحاب، السلوك العدواني والتدميري.
النمو الانفعالي: عدم تقدير الذات، القلق والخوف، السلبية والميل للاعتمادية.
الاكتئاب: ترتفع فرص إصابة الطفل بالاكتئاب الحاد في مرحلة مبكرة من حياته.



العلاج:
إذا كنت تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، فلا تترددي في مراجعة طبيب نفسي متخصص حتى لا تتطور معك الأمور، فقد تسمر هذه الحالة لأكثر من عام إذا تركت دون تدخل طبي. ويعتمد الأطباء في علاج هذه الحالة على نفس الخيارات العلاجية المستخدمة في معالجة الاكتئاب العادي، وهي: العلاج النفسي، الأدوية، وجماعات الدعم.
 العلاج النفسي: يفرض هذا الخيار نفسه بقوة خاصة وأن الأطباء قد يترددوا في وصف أدوية للام أثناء الرضاعة حتى لا تصل للطفل. وقد أثبتت تقنياته المختلفةـ كالعلاج الفردي والجماعي ـ فعاليتها إذ حققت نتائج ملموسة في التغلب على أعراض اكتئاب ما بعد الولادة.
 العلاج الهرموني: قد يقرر طبيبك أن يجمع بين العلاج بالهرمونات( خاصة الاستروجين) ومضادات الاكتئاب، لكن عليك بمناقشة طبيبك جيدا حول الآثار الجانبية المحتملة حتى تقررا أفضل الخيارات وأكثرها أمنا بالنسبة لك.
 العلاج الأسري: ويمكنك اللجوء إليه إذا كنتي تعانين من مشكلات أسرية مع زوجك.
 مضادات الاكتئاب: ويلجأ إليها الطبيب كحل أخير في الحالات الشديدة التي تفقد فيها المرأة القدرة على رعاية طفلها أو الاهتمام بنفسها، لكن لا يمكنك تناول مضادات الاكتئاب دون إشراف الطبيب الذي عادة ما يجمع بينها وبين العلاج النفسي.
تقنيات لمساعدتك، سيدتي، على التغلب على أعراض اكتئاب ما بعد الولادة والتعايش معها:
كيف تتغلبي على اكتئاب ما بعد الولادة؟؟؟
 الجئي إلى الله عز وجل واطلبي عونه.
 تحدثي مع زوجك أو إحدى صديقاتك أو أخواتك أو والدتك، ولا تخجلي من مشاعرك أو أفكارك.
 حاولي أن تحصلي على قدرا كافيا من الراحة، ولا تترددي في طلب المساعدة من الآخرين في الأعمال المنزلية ورعاية طفلك.
 حاولي أن تقتطعي جزءا من وقتك يوميا لتقضيه في ممارسة الأنشطة المحببة اليك(كالرياضة، المشي، القراءة.. الخ) أو الاسترخاء والتأمل.



 سجلي مشاعرك وأحاسيسك في دفتر يومياتك، فهذا يُشعرك بالارتياح ويساعدك على التحسن.
 شجعي نفسك وكافئيها على أي انجاز مهما كان صغيرا. وإذا وجدت صعوبة في القيام ببعض الأمور، لا تقسي على نفسك والتمسي لها العذر.
 كوني واقعية، فلا تتوقعي من نفسك أداء أمور قد تفوق طاقتك وقدراتك، ولا تترددي في طلب مساعدة الآخرين.
 اعتني بنفسك، وتناولي وجبات غذائية صحية تبعث الانتعاش مثل الفواكه الطازجة وتجنبي الكافيين والمنبهات والمملحات.
 لا تترددي في مراجعة الطبيبة إذا استمرت هذه الأعراض لأكثر من أسبوعين؛ لأن نتيجة العلاج تعتمد على البدء به مبكراً.
 انضمي إلى إحدى مجموعات الدعم.

والآن دورك، عزيزي الزوج... كيف تساعد زوجتك في التغلب على تلك الأعراض؟؟؟
إن أفضل شئ يمكنك تقديمه لزوجتك في مثل هذه الظروف هو مساعدتها ودعمها بقوة. حاول أن تريحها من أعباء الأسرة، ساعدها في رعاية الطفل أو في تجهيز الطعام أو شراء احتياجات المنزل، وكن صبورا واستمع إليها جيدا. وعليك كذلك أن تعتني بنفسك فلا تضغط على نفسك فتتعرض للاكتئاب أنت أيضا، فهذا آخر ما تحتاج إليه أسرتك.
http://helpguide.org/mental/postpartum_depression.htm

 

المصدر : حياتنا النفسية www.hayatnafs.com

إقرأ 12250 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 25 أيلول/سبتمبر 2012 08:32