طباعة

الملوخية: بين العلم والناس

Posted in المغذيات

molokhia

تتردد على ألسنة الناس الكثير من العبارات التي تصف نبتة الملوخية بأنها "لا فائدة لها" وأنها "عشب للحيوان يأكله الناس"، ويتناقلون القصة التي تفيد بأن أحد المسافرين إلى بلاد الغرب حمل (أو حملَته أمه) بعضا من الملوخية المجففة وبعد الكشف عنها في مختبر المطار تبين أنها" نبتة لا فائدة فيها ولا ضرر منها".

 

 

ووسط هذا الكم المتراكم من الادعاءات والأقاويل كان لا بد لي من الكتابة حول هذا الموضوع، لا "دفاعاً" عن الملوخية ولا لأني مولع أو مغرم بها، ولكن "تصحيحاً" لمفاهيم خاطئة تندرج على ألسنة الناس وتصويباً للنظرة السائدة والمنهج المتبع لدى قطاع كبير من الناس تجاه أنواع الغذاء وغيرها من المخلوقات التي لايعرفون كنهها وفائدتها. وقبل الخوض في تفاصيل الموضوع والحكم على هذه النبتة الشهيرة، لا بد من التأكيد على بعض الحقائق القرآنية التي تشكل قواعد ومنطلقات تنظم نظرة المسلم إلى أي مكون من مكونات الكون والطبيعة:

-أولها:أن الله- عزوجل- لم يخلق شيئاً في الكون عبثاً، وأنه-جل وعلا- عليم حكيم وخبير بما يخلق ويصنع {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }(الملك14).

-ثانيها: أن الله –عزوجل- سخر للإنسان ما في السماوات والأرض {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (الجاثية13)، والتسخير يقتضي أن ينتفع المسخَر له من المسخَر وفق تقدير المسخِر وعلمه، ولعل في ذكر كلمة "لكم " دلالة على وجود النفع والفائدة فيما سخره الله عزوجل لهذا المخلوق الكريم.

- ثالثها: أن غياب المنهج العلمي في التعامل مع الأشياء والحكم عليها، سواء أكانت أحياء أم جمادات أم حتى أشخاصاً أو مواقف، والممبني على البحث والاستقراء أو الفحص والتحليل يجعل من السهل إطلاق الأحكام الخاطئة والأفكار المغلوطة حول تلك الأمور ويسمح للادعاءات والأقاويل الخاطئة  أن تشيع وتسود بين الناس، ولعل هذا يرجعنا إلى الأصل العظيم الذي أرساه القرآن الكريم في التعاطي مع معطيات الحياة والكون من خلال استعمال وسائل الحس والإدراك، وليس من خلال الظنون والأوهام، والذي شكل القاعدة الركيزة للمنهج العلمي الحديث  {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }الإسراء (36) .


 

لقد أشار القرآن الكريم إلى تلك النباتات المأكولة، والتي تندرج ضمن عموم كلمة "قضب" التي ورد ذكرها في سورة عبس ، الآية (28):{وَعِنَباً وَقَضْباً}، حيث أشارت كتب التفاسير إلى أن القضب يعني، من ضمن معان كثيرة،:" ما أُكل من النبات المقتضب غضاً.أي أن كلمة قضب لا تقع على نوع معين من النبات بعينه، بل يقصد بها ما يقطع من النبات مرة بعد مرة، ليُتخذ غذاءً للإنسان أو علفاً للحيوان". والملوخية ضرب من ضروب القضب، ولعل في ختام تلك الآيات من سورة عبس ما يشي بفائدة تلك الأطعمة النباتية، حيث ختمت بقوله تعالى:{مَّتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} عبس(32).

بناء على ما سبق، فإنه من الضروري أن نبين بعض الحقائق العلمية المتعلقة بهذه النبتة الشهيرة وأن نميط اللثام ونزيل الغبار المتراكم عن الفوائد الصحية والقيمة الغذائية لها، عل ذلك يسهم في تحسين الوعي الصحي والتغذوي لدينا ورفع سوية منهجنا في الحكم على الأشياء.

نبذة تاريخية

يقال أن اسمها الأساسي هو "الملوكية" وسبب التسمية بهذا الاسم كما يُذكر في كتب التاريخ هو أن الخليفة الحاكم بأمر الله أصدر أمراً بمنع أكل الملوخية على عامة الناس وجعلها حكراً على الأمراء والملوك فسميت بالأكلة "الملوكية" ثم حرف هذا الاسم إلى اسم "الملوخية" ·وفي رواية أخرى تقول أن أول معرفة العرب لها هو في زمن المعز لدين الله الفاطمي حيث أصيب بمغص حاد في أمعائه فأشار أطباؤه بإطعامه الملوخية وبعد أن أكلها شُفي من المرض فقرر احتكار أكلها لنفسه والمقربين منه وأطلق عليها من شدة إعجابه بها اسم "الملوكية" أي طعام الملوك، وبمرور الزمن حرفت التسمية إلى الملوخية. وأياً كانت التسمية وسببها، فإنها لا تغير من حقيقة هذه النبتة وأهميتها الغذائية والصحية.


الحقائق العلمية

تعد الملوخية Molo(u)khia، واسمها العلمي Corchorus olitorius وتنتمي إلى العائلة الخبازية Malvaceae، أحد أشهر النباتات العشبية المأكولة في منطقة حوض البحر المتوسط وأهمها مصر، حيث يطلق عليها هنالك السبانخ المصرية،  وبلاد الشام  ولا يقتصر وجودها في تلك المنطقة فحسب، بل يتعداه لتصل إلى أستراليا والموزنبيق والسنغال وتايلاند وأفغانستان والهند واليابان والفلبين. ونظراً لتوطن هذه النبتة في منطقة حوض البحر المتوسط وخاصة بلاد الشام منها، فقد عمد اليهود إلى تحريف اسمها ونسبوها إلى أنفسهم للدلالة على قدم وجودهم في هذه المنطقة المقدسة لتعرف عندهم بما يدعى بخبيزة اليهود Jew's mallow، فهم لم يكتفوا بتزوير الأرض والتاريخ والجغرافيا بل طال تزويرهم النبات أيضاً.

وتعد أطباق الملوخية من أشهر وأقدم الأطباق المأكولة في مصر وبلاد الشام، حتى أنها تعد من الأطعمة الرئيسة في موسم الصيف ويتم تجفيفها وتخزينها لبقية العام. وتحضر إما بصورتها الغضة الخضراء كورق على شكل يخنة أو مفروم الورق على شكل حساء، وإما بصورتها الجافة على شكل حساء كذلك. ولا تقتصر استخدامات الملوخية على جانب الطعام فحسب، بل تتعداها إلى العديد من الاستخدامات الطبية الشعبية حيث تستعمل في علاج الحكة والتخفيف من الآلام والانتفاخات، كما تعد الملوخية مدراً للحليب ومليناً للأمعاء ومانعاً للإمساك، نظراً لاحتوائها على كميات معتبرة من الألياف الغذائية والأصماغ السائلةMucilages   التي تسهم في تسريع مرور الفضلات من الأمعاء والتخلص من الفضلات، كما تساعد الألياف الذائبة فيها في التقليل من مستوى الدهون في الدم. كما استعملت أوراقها في علاج الكثيرمن الحالات المرضية وفي تحسين الشهية وتقوية الجسم. ولا غرابة إذا علمنا أنها تستعمل في تحضير كريمات للشعر وللجسم ومرطبات البشرة واليدين.

القيمة الغذائية والتركيب الكيماوي

في دراسة أجريت في المعهد الزراعي المتوسطي في جزيرة كريت اليونانية في عام 1998-1999، قام الباحثون بدراسة التركيب الكيماوي والمحتوى الغذائي للملوخية وتأثير عمر النبتة عند القطاف على المكونات الغذائية فيها وعلى القدرة المانعة للتأكسد.


فيتامين ج: ارتفع محتوى أوراق الملوخية من فيتامين ج بعد ثلاثين يوماً من الزراعة من30.88 إلى 77.42 ملغم/100 غم وزن رطب بعد خمسة وأربعين يوماً، ولكنه انخفض بعد ستين يوماً إلى مستويات متدنية. وتعتبر الأوراق الخضراء عموماً مصدراً جيداً لفيتامين ج، ولكنه كان في الملوخية أكثر كمية مما هو موجود في السبانخ (21.7) والبصل الأخضر (32.0) والخس (18.0) والكرفس (9.0) بل وحتى البرتقال (50.0) والبندورة (23.0 ملغم/100 غم وزن رطب)، مما يكسبه أهمية إضافية كمصدر لهذا الفيتامين المهم واللازم لتحسين امتصاص الحديد وحماية الجسم من خطر الجذور الحرة  وفي بناء الأنسجة الجسمية.

فيتامين هـ (ألفا-توكوفيرول): ارتفع محتوى أوراق الملوخية من الألفا-توكوفيرول بشكل واضح من 9.14 عند اليوم الثلاثين من الإنبات إلى 14.89 ملغم/100 غم وزن رطب عند اليوم الخمسين، وهذه الكمية تقدر بعشرة أضعاف مثيلاتها الموجودة في العديد من النباتات المأكولة باستثناء البقدونس. ومن نافلة القول أن فيتامين هـ من الفيتامينات الأساسية الذائبة في الدهون، ويقوم بدور فاعل كمانع للتأكسد في حماية الجسم من الشوارد والجذور الحرة التي تتسبب في تلف وتدمير الخلايا وتعتبر العامل الرئيس في حصول السرطان، كما أنه يقي من تأكسد البروتينات الدهنية متدنية الكثافة LDL مما يوفر حماية ضد أمراض القلب والشرايين.

البيتا-كاروتين: وهو أحد أهم المولدات النباتية لفيتامين أ والأكثر كفاءة في التحول داخل الجسم إلى الشكل النشط للفيتامين وهو "الريتنول" من بين أنواع الكاروتينات الأخرى، كما يمتاز بقدرته على العمل كمانع للتأكسد وكابح للجذور الحرة. طرأ ارتفاع ملحوظ على محتوى أوراق الملوخية من البيتا-كاروتين خلال الفترة من ثلاثين إلى خمسين يوماً بعد الإنبات (من 2.23 إلى 5.44 ملغم/100 غم وزن رطب، على التوالي)، وهو أعلى من معدل تواجد البيتا-كاروتين في نباتات مأكولة أخرى كالكرفس (0.5) والخس (0.2) والبصل الأخضر (100.) والسبانخ (3.3 ملغم/100 غم وزن رطب).


الجلوتاثيون: يعتبر الجلوتاثيون أحد المصادر الكبريتية المهمة في الغذاء، ويكتسب أهميته من قدرة تلك المركبات الكبريتية في مقاومة حصول السرطان من خلال التوسط في تكوين إنزيمات الجلوتاثيون-إس-ترانسفيريز الكبدية المحطمة للسموم، وهو يتمركز بشكل أساسي في اللحوم الطازجة وبشكل ثانوي في الخضروات والفواكه ويكاد ينعدم وجوده في الألبان والبقول. طرأ ارتفاع ملموس على معدل الجلوتاثيون بعد ستين يوماً من الإنبات بالمقارنة مع فترة ثلاثين يوماً (من 8.15 إلى 12.52 ملغم/100 غم وزن رطب)، وهي تعتبر كمية عالية نسبياً وتفوق ما هو موجود في جميع الأطعمة النباتية باستثناء الهليون الطازج Asparagus (28.3) والأفوكادو الطازجة (27.7 ملغم/100 غم وزن رطب).

الفينولات المتعددة: وهي مجموعة كبيرة من المركبات العضوية التي اختُص بها النبات، وتمتاز بقدرتها الفائقة على العمل كمانعات للتأكسد وعلى حماية الجسم من خطر الجذور الحرة التي سبق ذكرها، وهي أقدر على القيام بهذا الدور بالمقارنة مع مانعات التأكسد الأخرى التي ورد ذكرها مثل فيتامين ج وهـ والبيتا-كاروتين، وهي بذلك تسهم بشكل كبير في الحد من أمراض السرطان وأمراض القلب والشرايين، كما أشارت العديد من الدراسات المخبرية والوبائية. وقد طرأ ارتفاع ملحوظ على محتوى اوراق الملوخية من الفينولات، معبر عنها بـ (+)-كاتيكين، بعد أربعين يوماً من الإنبات لتصل إلى 38.0 ملغم/100 غم وزن رطب.ولكن هذا المحتوى يتغير بشكل ملحوظ تبعاً للتغير في ظروف الإنبات ويتباين من مكان لآخر كما أشارت إلى ذلك بعض الدراسات.

الأحماض الدهنية: بلغ محتوى أوراق الملوخية من الأحماض الدهنية ذروته بعد خمسين يوماً من الإنبات ليصل إلى 125.6 ملغم/100 غم وزن رطب. ولعل أهم ما يميز قطاع الأحماض الدهنية في الملوخية سيادة الحمض الدهني ألفا-لينولينيك a-Linolenic acid (ALA)(C18:3w-3)، وقد بلغ أعلى مستوى له بعد خمسين يوماً من الإنبات(62.14 ملغم/100 غم وزن رطب)، وهو ما نسبته 50% تقريباً من مجمل الأحماض الدهنية المتواجدة في الملوخية وهي في ذات الوقت أعلى من القيمة الموجودة في العديد من النباتات البرية المأكولة.


وتنبع الأهمية الصحية لهذا النوع من الأحماض الدهنية من قدرته على التحول في الجسم إلى الأشكال الأكثر فاعلية للأحماض الدهنية من نوع أوميغا-3 وهي EPA (eicosapentaeinoic acid) and DHA (docosahexaenoic acid)، والتي تتواجد في زيت السمك وأثبتت العديد من الدراسات المخبرية قدرتها على منع التجلط وحماية الجسم من خطر أمراض القلب والشرايين. كما لاحظ علماء الأوبئة وجود ارتباط بين ارتفاع محتوى مصل الدم من الحمض الدهني ALA لدى سكان اليابان، الذي يحصلون عليه من تناول زيت فول الصويا وزيت بذور اللفت المعدل أو الكانولا، وسكان جزيرة كريت، الذي يحصلون عليه من تناول الخضار الورقية الطازجة والجوزيات، وتدني الإصابة بأمراض القلب والشرايين وإطالة العمر المتوقع للإنسان هناك بالمقارنة مع سكان الدول المجاورة.

الرماد والعناصر المعدنية: ارتفع محتوى العناصر المعدنية (ملغم/100غم وزن جاف) (البوتاسيوم، 5816؛ والصوديوم، 858؛ والكالسيوم، 1383؛ والمغنيسيوم،405؛ والحديد، 57.1؛ والنحاس،22.5؛ والفوسفور، 523)  ليصل ذروته بعد أربعين يوماً من الإنبات، أما الزنك والمنغنيز فقد بلغت ذروتها بعد خمسين يوماً (11.2 و14.5، على التوالي). وبالنظر إلى القيم السابقة، نجد أنه على الرغم من الارتفاع النسبي للصوديوم في أوراق الملوخية، إلا أن الارتفاع الكبير في محتوى البوتاسيوم وارتفاع نسبة البوتاسيوم إلى الصوديوم (سبعة إلى واحد تقريباً) يقلل من خطر تناوله على مرضى ارتفاع الضغط، كما أن ارتفاع نسبة الكالسيوم إلى الفوسفور (ثلاثة إلى واحد تقريباً) يجعل منه غذاء آمناً لمرضى وهن العظام. وبشكل عام فإنه يمكن وصف أوراق الملوخية بأنها ذات محتوى مرتفع من المعادن الكبرى والصغرى الهامة لصحة الإنسان وحيويته والقيام بالعديد من الوظائف الحيوية والفسيولوجية. ولكن مع ارتفاع هذا المحتوى من المعادن الأساسية، فإن الوفرة الحيوية لهذه المعادن يتوقع ألا تكون مرتفعة نظراً لتواجد المركبات النباتية التي تثبط من امتصاص المعادن كالأوكسالات والفايتات والتانينات، والتي تتواجد في الكثيرمن النباتات الورقية المأكولة، وهو ما يتطلب إجراء الدراسات المخبرية على الحيوانات للتحقق من قيمة وفرتها الحيوية.


القدرة المانعة للتأكسد: تم تقدير القدرة المانعة للتأكسد لأوراق الملوخية من خلال قياس قدرة مستخلص الميثانول للأوراق الجافة على تقليل التركيز المبدئي للجذر الحر من نوع DPPH. بنسبة 50%، ويرمز لهذه القدرة بالرمز EC50 ويعبر عنه بـ ملغم من مانع التأكسد/ملغم من DPPH، بحيث تزداد القدرة المانعة للتأكسد للماة المختبرة كلما قلت قيمة الـ EC50.وقد بلغت القدرة المانعة للتأكسد ذروتها بعد خمسين يوماً من الإنبات لتصل إلى EC50=8.596، وهي تتوافق مع النتائج المذكورة سابقاً والتي تتعلق بزيادة محتوى المركبات المانعة للتأكسد في الأوراق خلال تلك الفترة من الإنبات. ومع هذا فإن القيمة تعتبر متدنية إذا ما قورنت بالمستويات القياسية للمركبات الفينولية المتعددة.

وبناء على ما سبق يتضح أن الحصول على أوراق الملوخية في فترة مبكرة من زراعتها لا تتعدى الشهرين يضمن للمستهلك الحصول على قيمة غذائية عالية لهذه الأوراق والاستفادة مما أودعه الله –تعالى- فيها من عناصر غذائية أساسية  ومركبات طبيعية تسهم في الحفاظ على صحة الجسم وحيويته. كما تجدر الإشارة إلى أن قيم التحليل المذكورة كانت مبنية على أساس الوزن الرطب، حيث يشكل الماء 84% من وزن الورق، مما يعني أن تجفيف أوراق الملوخية يسهم في زيادة تركيز المواد الصلبة فيها وتعظيم الفائدة التغذوية لها، مع مراعاة أن يتم التجفيف بعيداً عن أشعة الشمس المباشرة ودون اللجوء للمجففات الحرارية.

التأثير المانع للسمية: أشارت نتائج دراسة علمية نشرت في مجلة Food and Chemical Toxicology عام 2006 إلى تميز الملوخية على ثلاثة وأربعين نوعاً من أنواع الخضروات والفواكه التي تم اختبارها بقدرتها على تثبيط الفعل الضار لمادة الديوكسين Dioxin على الجسم والتي تعتبر من أخطر الملوثات التي تنتقل إلى الإنسان عبر الغذاء وتسبب في حصول السرطان والتشويات الخلقية في الأجنة والإضرار بالجهاز المناعي للجسم. وقد عزى الباحثون تلك القدرة الكابحة للفعل الضار إلى احتواء نبات الملوخية على كميات كبيرة من المركبات النباتية الطبيعة Bioactive Phytochemicals  وخاصة الفلافونويدات وتميزها عن بقية الأغذية المختبرة، واحتمال وجود مركبات أخرى لم يتم الكشف عنها بعد.


واستناداً إلى الحقائق العلمية المذكورة آنفاً فإنه من الممكن التوصية باستعمال الملوخية كغذاء مساعد في الكثير من الحالات المرضية كالإمساك وارتفاع ضغط الدم والسكري، نظراً لتدني محتواه من الكربوهيدرات الكلية والبسيطة، والسمنة، نظراً لتدني محتواه من الطاقة (66 ك.ك./100 غم)، وارتفاع دهون الدم، كما يمكن أن يسهم في الوقاية من حصول السرطان وخاصة في الجهاز الهضمي.

وختاماً،  فهذا طرف من الفوائد الصحية والتغذوية لنبات الملوخية أضعها بين يدي القاريء الكريم رامياً بذلك إلى رفع مستوى الوعي الصحي والتغذوي تجاهها والتأكيد على أهمية الغذاء النباتي الطببيعي كأساس للتغذية السليمة.كما أردت بهذه الكلمات ترسيخ مفهوم "التثبت" عند الحكم على الأشياء والتيقن بأن الله -عزوجل- لم يخلق شيئاً عبثاً ولا سدىً، وأن مبدأ التسخير الذي أشرت إليه سابقاً إنما نراه مبثوثاً في ثنايا هذا الكون الرحيب بكل مكوناته ومحتوياته، شاهداً على حكمة الخالق العليم {الَذي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ }السجدة(7).

المراجع: 

  1. قاموس القرآن الكريم، معجم النبات، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، ط2، 1997، الكويت.

2. التكروري، حامد؛ طوقان، سلمى؛ حميض، محمد. المعجم الشامل في مصطلحات التغذية وعلوم الأغذية، دار الشروق، ط1، 2003.



3. Zighichi, S., Kallithraka, S., and Simopoulos,A.P. (2003). Nutritional composition of Molokhia (Corchorus olitorius) and Stamnagathi (Cichorium spinosum). In: Plants in Human Health and Nutrition Policy. World Rev. Nutr. Diet., Karger Publisher, Vol. 91, pp.1-21.

    4. Nishiumi,S., Yabushita, Y., Fukuda, I., Mukai,R.,Yoshida,

    K.,Ashida, H. Molokhia (Corchorus olitorius L.) extract

    suppresses transformation of the aryl hydrocarbon receptor

    induced by dioxins. Food and Chemical Toxicology, 44:

    250-260.

    5. www.Khayma.com

    مشاركة من : مركز اليادودة القرآني