طباعة

المرأة والعمل والصحة النفسية

Posted in المجتمع

وقد تغيرت أهمية الأعمال المنزلية مع تطور الأجهزة المنزلية واستعمال الكهرباء وتقنيات الرفاهية المتنوعة المستعملة في الغسيل والتنظيف والطبخ . كما أن تربية الأطفال ورعايتهم أصبح لها متطلبات وأشكالاً أكثر تعقيداً من حيث ضرورة الثقافة والتعليم في العملية التربوية ، وفي التغذية والرعاية الصحية وغير ذلك ..

كما أن التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والمشكلات الحياتية اليومية التي تواجه مجتمعاتنا قد ساهمت في زيادة المتطلبات الاستهلاكية وفي زيادة النفقات والضرورات المادية التي تواجه الأسرة ، إضافة إلى ضرورات التنمية والتحديث .. وكل ذلك يؤدي إلى الاهتمام المتزايد بعمل المرأة المنتج خارج المنزل وداخله .

ولا بد من تعديل القيم السلبية المرتبطة بعمل المرأة وتأكيد أهميته وجوانبه الايجابية وعدم إطلاق التعميمات الخاطئة أو السطحية حول عمل المرأة ، مما يساهم في تخفيف الضغوط والتناقضات التي تواجهها المرأة في عملها وبالتالي يدعم  صحتها النفسية .

ومن السلبيات الأخرى  المرتبطة بعمل المرأة زيادة المسؤوليات الملقاة على عاتقها في المنزل إضافة للعمل ، وعدم كفاية التسهيلات العملية المساعدة مثل دور الحضانة في أماكن العمل وإجازات الأمومة وغير ذلك ..

ومن الملاحظات العملية نجد أن بعض النساء لايزلن يحملن قيماً متناقضة حول أهمية العمل وجدواه .. مما يجعل حماس المرأة ونشاطها وجديتها في عملها هشاً وضعيفاً في مواجهة الضغوط الاعتيادية في العمل أو المنزل .. فهي تتراجع بسهولة أمام الضغوط والعقبات والإحباطات ولا تستطيع أن تتحمل درجات عادية من التوتر القلق والتوتر . كما أن بعضهن يدخلن ميادين العمل بسبب التسلية أو التغيير .. مما يعطي أبعاداً سلبية لعمل المرأة بالنسبة للمجتمع عموماً .

ومن جهة أخرى فإننا نجد أن المرأة العاملة لديها قلق إضافي حول مدى نجاحها في عملها وفي أدوارها الأخرى المسؤولة عنها. ويرجع ذلك إلى حداثة عمل المرأة خارج البيت وإلى الضغوطات والمعوقات الاجتماعية المختلفة إضافة إلى تركيبة المرأة الخاصة من حيث تأهيلها وتدريبها .. مما يتطلب إعداداً وتدريباً ووقتاً كافياً كي تستطيع المرأة تلبية متطلبات الحياة العملية الكثيرة .

والملاحظة الأخيرة فيما يتعلق بصحة المرأة العاملة من الناحية النفسية هي أن المرأة يمكن لها أن تضخم من تأثير الضغوط الحياتية والاجتماعية وغيرها وأن تبقى مستسلمة وسلبية في مجال عملها وما يتعلق به من مشكلات " وأن تستريح وترتاح ".. وهي بذلك تساهم في زيادة القهر الذي يكرس أوضاعها .. ولا بد هنا من تأكيد دور المرأة في تشكيل الظروف والضغوط ونوعيتها .. وفي ضرورة وعيها بمشكلاتها وظروفها والعمل على تعديل وإصلاح مايمكن إصلاحه .. والتكيف مع مالايمكن إصلاحه وتغييره .. " إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم " .

وإذا تحدثنا عن الاضطرابات النفسية الشائعة لدى المرأة العاملة فإنه لايمكننا أن نقول أن هناك اضطرابات خاصة تصيب هذه الفئة من النساء دون غيرها . وبشكل عام فإن العمل يساهم في تحسن الصحة النفسية للمرأة كما تدل عليه معظم الدراسات الغربية وعدد من الدراسات العربية ، نظراً لإيجابيات العمل المتعلقة بالاستقلالية وتحقيق الذات وازدياد السيطرة على الحياة والمستقبل من النواحي الاقتصادية والشخصية .

وفي دراسة حول أسباب الاكتئاب في بريطانيا تبين أن عمل المرأة خارج المنزل هو من العوامل المهيئة للاكتئاب في حال وجود عوامل أخرى .. وهي : وجود ثلاثة أطفال على الأقل يحتاجون إلى الرعاية داخل المنزل ، وعدم وجود الزوج المتعاون الذي يساعدها ويعينها ، إضافة لفقدانها للأم أو الأب عندما كانت قبل الحادية عشرة من العمر .

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed