طباعة

كرب ما بعد الصدمة PTSD

Posted in الصحة

1- أنه شئ محبوب من المحيطين به .

2- وهم يقومون بحمايته ورعايته ولا يعرضونه للخطر ، وهم قادرون على ذلك .

3- وأن هناك منطق يحكم العالم وهو أن الخير دائماً ينتصر لأن الله يحب الأخيار ويحميهم ويساعدهم .

وعند تعرض هذا الطفل للحدث الصدمى فإن هذه الافتراضات أو القناعات الأساسية تتزلزل وتتهدم فى لحظة الاعتداء على الطفل أو ذويه حيث يرى كل شئ يتغير أمام عينيه فتهتز كل ثوابته ويتعرض للتناثر والتشتت وتتعرض صورته عن نفسه وعن العالم للتشوه . وبما أن تكوينه المعرفى والوجدانى لم ينضج بعد لذلك تكون الآثار عميقة ومؤثرة بشكل أكثر من الكبار .

وربما يقول قائل : " إن الطفل لديه قدرة كبيرة على التأقلم مع الأحداث ربما تفوق قدره الكبار وذلك بسبب عدم وجود تصورات جاهزة كثيرة عن العالم لديه وبالتالى فهو أكثر تقبلاً للتصورات والأنماط الواقعة فعلاً دون مقارنتها بنمط قياس " ؟ .

وهذا القول صحيح من ناحية ولكنه من ناحية يعنى أن التأقلم حين يحدث فى هذه الظروف فإنه التأقلم المشوه والذى يؤدى إلى تثبيت أفكار واتجاهات العدوان والانتقام وعدم الثقة فى أى شئ .

 

الغضب غير المنصرف (الحنق) : Unresolved anger (resentment)

وهذا يعنى اختزان الغضب والعنف وانتظار لحظة الانتقام . وهذا الغضب الكامن يؤذى النفس ويؤذى الغير ، أما عن إيذائه لنفس الطفل فهو يرسب حالة من التوتر المستمر واضطرابات النوم والاكتئاب ومشاعر الكره والعنف ، وأما عن إيذائه للغير فذلك يرجع إلى إمكانية إطلاق دفعات الكره والعنف إلى المعتدى أو إلى أى شخص آخر يثير هذه المشاعر .

وبتعدد تعرض الطفل الفلسطينى للأحداث الصادمة تتراكم مشاعر الغضب المكتوم وما يترتب عليها من آثار نفسية وكل هذا يعزز السلوكيات العنيفة لدى الطفل فى الحاضر والمستقبل .

 

أثر العوامل الاجتماعية والدينية  :

فى المجتمعات العربية والإسلامية غالباً ما يتلقى الناس الصدمات بشكل جماعى وليس بشكل فردى ، فمازال هناك ترابط داخل الأسرة النووية ومازال هناك نظام الأسرة الممتدة تركيبياً (بمعنى وجود عائلة كبيرة فى بيت واحد) أو وظيفياً (بمعنى ارتباط الأسرة النووية بالعائلة الكبيرة من خلال الزيارات والاتصالات بشكل دائم) ، ومازال هناك الترابط الاجتماعى على مستوى القرية أو الحى أو المدينة . ولدور العبادة ( المساجد والكنائس ) دور هام فى المحافظة على تماسك المحتمع وتدعيمه خاصة فى أوقات الأزمات الشديدة . وهذا العوامل _ بلا شك _ تخفف كثيراً من وقع الصدمات على الأفراد لأنها تشكل شبكة من الدعم والمساندة تمتص جزءاً هاماً من الصدمات وتساعد على مواجهة آثارها .

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed