الإثنين, 11 شباط/فبراير 2013 20:44

اضحك مع العنصرية

كتبه  موقع مفكرة الإسلام
قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)
قديمًا قالوا في الأمثال: إن "شر البلية ما يضحك" وهذا هو صلب موضوع اليوم الذي نستعرض فيه بعض المواقف العنصرية التي يتعرض لها إخوتنا أبناء الأقليات الإسلامية في عدد من الدول الغربية والشرقية والتي هي فعلاً من شر البلاء الذي يضحك مع أنه يدمي القلب... فهيا بنا.
ونبدأ رحلتنا اليوم من طاجيكستان حيث أُلقِي القبض على إمام وخطيب بأحد المساجد بمدينة "دوشانبي" في "طاجيكستان" لتدريسه تعاليم الدين الإسلامي وأحكام القرآن للأطفال في منزله؛ حيث يعد تنظيم مثل هذه الدورات عملاً إجراميًّا في "طاجيكستان".
وكان الإمام البالغ من العمر 42 عامًا يقوم بتدريس العلوم الدينية الإسلامية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 5 إلى 10 سنوات في منزله دون ترخيص من لجنة الشؤون الدينية بالجمهورية.
 الجدير بالذكر أنه في يونيو2011 وافق برلمان دولة "طاجيكستان" على التعديلات التي أُدخِلت على قانون العقوبات بالنسبة لمن يمارسون نشاط الدعوة إلى الإسلام وتعليم الأطفال أحكام الإسلام أو القرآن، وبموجب هذه التعديلات تم اعتبار تلك الممارسات مدارس غير قانونية بدون ترخيص، وتبلغ عقوبتها السجن من 5 إلى 12 عامًا.
ثم ننتقل إلى إيطاليا حيث قام أحد أصحاب محال الجزارة بمنطقة "تريفوليو" بمدينة "لومباردي" الإيطالية بوضع ملصق على محله به علم "إيطاليا" وعبارات تؤكد أنه إيطالي غير مسلم؛ وكان هذا سببًا في توجيه الانتقاد له من عناصر المجتمع؛ حيث وصفوا موقفه بالعنصري المسيء، وتأتي هذه الخطوة من الجزار ردًّا على شائعات بأنه "جزار مسلم"؛ حيث زعم أن هذه الشائعات أثرت على مستوى مبيعات المحل؛ ما دفعه للقيام بتلك الخطوة إرضاءً لزبائنه وللتبرؤ من تلك الشائعات.
أما في النرويج فقد دعا "ترجفي فيدم" - السياسي بحزب الوسط النرويجي - المواطنين المسلمين بالنرويج إلى زيارة الكنائس والتردد عليها أثناء أعياد "الكريسماس" النصرانية، مؤكدًا أن النصرانية جزءٌ من المجتمع النرويجي وتاريخه، وأنه يجب التعرف عليها لمزيد من الاندماج والتعايش بين المسلمين والمجتمع، وتعليقًا على هذه المطالبة ذكر سكرتير المجلس الإسلامي بـ"النرويج" أنه بالفعل هناك زيارات متبادلة بين المسلمين وغيرهم بالمجتمع النرويجي، وأن التعايش والمشاركة متحققان بصورة كبيرة، حتى وإن لم تتم مشاركة مظاهر العبادات الدينية بين الجانبين.
وفي الصين كان المشهد مختلفًا حيث إن الضحك من شدته كان مميتًا, فقد شهدت قرية "‏هيكسي‏" بمنطقة "‏نينجيكسيا‏" الصينية اشتباكات ومصادمات دامية بين ‏قوات الأمن والمسلمين الذين احتشدوا لمعارضة قرار الإزالة الجبرية لمسجد، والذي ‏اعتبرته الحكومة الصينية مبنى دينيًّا غير قانوني، ودفعت بعدد ألف ضابط ‏للإشراف على عملية الهدم، ‏وقد أشار مركز معلومات حقوق الإنسان والديمقراطية بـ"هونج كونج" أن مصادمات ‏دامية وقعت وأدت لسقوط وفيات وقرابة 80 من الجرحى، إضافة لاعتقال ‏‏مائة مسلم من قِبَل الحكومة الصينية الشيوعية القلقة من النشاطات الإسلامية في ‏المنطقة ذات الغالبية المسلمة، في إطار سلسلة القمع الذي تمارسه على المجتمع ‏الإسلامي ومؤسساته.
وورد إلينا من إنجلترا أن بعض أعضاء مجلس منطقة "هاتون" بمدينة "ديربيشير" بشرق "إنجلترا" أكد أن عمود الوصلات الكهربائية الذي تم حرقها خمس مرات ما أدى لانقطاع الكهرباء عن 1100 منزل - كان يستهدف قطع الكهرباء عن مسلخ يقوم بإنتاج اللحوم الحلال، إلا أن أصحاب مذبح "نجيب وأولاده" رفضوا استغلال تلك المزاعم، بالرغم من تأكيد الرقيب أن الشرطة قامت مرارًا بتلقي وفحص الشكاوى المتعلقة بالتهديدات العنصرية ضد المذبح، مشيرًا إلى أنه لا برهان على أن حرق عمود الكهرباء بصورة متعمدة كان يستهدف المسلخ.
وفي أمريكا طالب مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" المباحث الفيدرالية بالتحقيق في جريمة تَعَرُّض أحد المسلمين لقضم أذنه - ويبدو أن الأمر اليوم متعلقًا كثيرًا باللحوم - على يد أحد المجرمين الأمريكيين بعد أن سأله عن اسمه وقوميته، ثم قام بالاعتداء عليه بصورة شديدة العدوانية؛ فقام بقضم أذنه وتكسير عدد من ضلوعه، وقد أعلنت الشرطة عن إدانة المجرم الأمريكي بارتكاب جريمة هجوم عدواني؛ في حين طالبت أسرة المجني عليه بإثبات الجريمة على أنها جريمة كراهية، وطالب "مصطفى كارول" المدير التنفيذي للمجلس الإسلامي بـ"هيوستن" بالتحقيق في دوافع الجريمة لصياغة أسباب تسجيل الواقعة على أنها جريمة كراهية، في إطار ما يتعرض له المسلمون بـ"الولايات المتحدة" من اعتداءات إجرامية ذات دوافع كراهية دينية.
وما زلنا في أمريكا صاحبة النصيب الأكبر من العنصرية، ففي أعقاب إعلان "الولايات المتحدة" ربطها المعونات الخارجية بدعم حقوق الشواذ جنسيًّا طالبت حقوق الإنسان بالأمم المتحدة الدول الأعضاء بعدم ممارسة التمييز تجاه الشواذ، وإلغاء عقوبة القتل التي تتضمن الحد الشرعي، وجاء ذلك في تقرير مفوضة اللجنة العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، التي أصدرت يونيو الماضي قرارًا يستنكر مناهضة ممارسات الشواذ والذي يعاقب عليه في 76 دولة، إضافة إلى المعاقبة عليه بالإعدام في عدد من الدولة الإسلامية.
وفي أمريكا أيضًا، قام المسؤولون بمحلات "وول فودز ماركيت" بفصل "جلين ماك" - بائع مسلم - على خلفية قيامه بالذهاب للحج في عطلته التي طالب بها، بعد أن قام المسؤول بتخييره بين الذهاب للحج والحفاظ على وظيفته، وبالرغم من الاحتفاظ بالوظيفة رغم السفر للحج إلا أنه أكد أنه تعرض لطريقة معاملة مختلفة، ورقابة أثناء ممارسة شعائره وأداء الصلاة أثناء فترات الراحة، وقد أكد "ماك" أنه كان يتمتع بحسن معاملة من قبل الموظفين ورواد المتجر، كما أكدت محاميته "أمارا شودري" - عضو مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية - أن الشركة فصلته بحجة الغياب عن العمل دون سابق إنذار، مُطالِبةً بتعويض عن أضرار فصله، إضافة إلى التقدم بشكوى أمام لجنة تكافؤ الفرص الوظيفية.
ونعود إلى إيطاليا فمنذ شهر أكتوبر الماضي وحتى منتصف يناير استأجرت بلدية "ميلانو" خيمتين كبيرتين مقابل 90 ألف يورو - أي ما يعادل ألف يورو شهريًّا - ليقوم المسلمون بأداء صلاة الجمعة، بناءً على الاتفاق الذي تم بين مدير المركز الإسلامي والبلدية إثر إخلائها للمبنى الذي كان المسلمون يصلون فيه تمهيدًا لإزالته في يناير العام الجديد، وأبدى عضو الحزب الديمقراطي الليبرالي "آلان ريتزي" تخوفه؛ لذا سيقدم استجوابًا بهذا الصدد، فهو يخشى أن تكون هذه مقدمة للمساجد المجانية التي سينفق الإيطاليون من أهل "ميلانو" بسببها مبلغ 400 ألف يورو؛ ولذلك يجب على المحليات في "ميلانو" تحديد ما ستفعله للعام المقبل بشأن هذا الموضوع.
وفي الآونة الأخيرة ازدادت الوقائع العنصرية في "ألمانيا"، ويمكننا أن نضيف لها ما حدث مؤخرًا في مدينة "لونين" - حيث تعيش جالية تركية كبيرة - فقد قامت مجموعة من العنصريين بكتابة عبارات معادية للإسلام وللأتراك على باب منزل عائلة تركية، كما رسموا شعار النازية على الباب، ووضعوا لحوم الخنزير داخل الأحذية الموجودة أمام المنزل، وسكبوا دماء خنزير أمام المنزل، وصرح "أرول أفا" - رب الأسرة - أنهم انتقلوا إلى هذا المنزل منذ عام، وأنهم هم العائلة التركية الوحيدة التي تسكن في هذه العمارة، وأضاف: لم تحدث بيننا وبين جيراننا أية مشكلات حتى الآن، فعلى العكس نحن عائلة تتواصل مع الألمان، ولا نعرف من قام بهذه الفعلة.
حكى "أرول أفا" أنهم علموا بهذه الواقعة عندما خرجت بناته صباحًا للذهاب إلى المسجد وهممن بارتداء أحذيتهن، فوجدن لحوم الخنزير وضعت داخل الأحذية، ودماء الخنزير أمام باب منزلنا، أما الباب نفسه فكتبوا عليه باللغة الإنجليزية عبارات: "عليكم اللعنة" و"لتذهب تركيا للجحيم"... وعبارات أخرى مسيئة لله وللإسلام، ورأينا أنهم رسموا إشارة النازية، فمن الواضح أن من فعل هذا هو معادٍ للأتراك وللمسلمين، وأضاف الأب: إنهم يشعرون بالخوف الآن مما حدث، فمن فعل هذا يمكنه أن يعتدي عليهم أيضًا في أي وقت. 
أثارت مطالبة وزيرة التعليم الهولندية الدعاة المسلمين بالدعوة لاحترام حقوق الشواذ استنكار العديد من الأوساط الإسلامية؛ حيث صدرت تلك التصريحات خلال لقاء اتحاد الهولنديين والمغاربة، وكانت وزيرة التعليم قد طالبت المجتمع الإسلامي بقبول وجود الشواذ بينهم، في ظل مطالبة بعض الخبراء بوضع مادة علمية حول حقوق الشواذ ضمن المناهج الدراسية، وهو الأمر الذي أكدت الوزيرة أنه يُرجع فيه للمدارس.
وفي الدانمارك وصف "أليكس أريندتسن" - المتحدث باسم شؤون التعليم بحزب الشعب الدنماركي - أولياء الأمور المسلمين بالعنصرية؛ بسبب إلحاقهم أبناءهم بالمدارس الخاصة دون المدارس الحكومية النظامية، وجاءت تلك التصريحات المسيئة أثناء لقاء تلفزيوني على القناة الثانية؛ حيث أشار إلى أن المسلمين بنسبة 15% يفوقون الدنماركيين بنسبة 14% في إرسال الأبناء للمدارس الخاصة، مؤكدًا أن المسلمين العرب والأتراك والصوماليين يرغبون في العيش والتزاوج داخل مجتمعهم دون الالتقاء بالدنماركيين أو التعامل معهم، إلا أن وزير التعليم "كرستين أنتوريني" قد أشار إلى أن المهاجرين يلجؤون للمدارس الخاصة لمصلحة أبنائهم العملية مستقبلاً.
انتهت رحلتنا اليوم مع وعد بلقاء جديد قريبًا إن شاء الله.
 
 
المصدر : www.islammemo.cc
إقرأ 10391 مرات
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed