طباعة هذه الصفحة
الجمعة, 07 كانون1/ديسمبر 2012 22:26

ذوي الاحتياجات الخاصة ليسوا عالة

كتبه  إحسان غديفان الخالدي
قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

من المناسب أن أبدأ بعبارة قالها شخص معاق :"نحن لا نستطيع تغيير الماضي لكن نستطيع أن نصنع حاضراً ومستقبلاً أفضل ، وما دام التفاؤل سيد المواقف لدينا ، لهذا نمد أيادينا إليكم وندعوكم للتكاتف من اجل بناء مجتمع صالح ذي قيم اجتماعية تليق بأخلاقنا وبديننا الحنيف".من هنا ننطلق نحو نظرة مجتمعية صحيحة نحو الاعاقة والمعوق وأسرته ، أبداً لا تعني النظرة الايجابية للمعاقين إنها مجرد شفقة بحالهم ، والشفقة عليهم ، وإبداء مظاهر العطف لحالهم ، ولكنها تعني في مجتمعنا الواعي ، أنهم أشخاص ذوو كفاءات ،

ويمكن الاستفادة من قدراتهم المتبقية في العمل على محاور النهوض بمجتمعنا. ومن جانب آخر أن المعاق له حقوق أساسية في شتى نواحي الحياة التي تمكنه من أداء وظيفته في الحياة ، واشباع حاجاته كأي عضو آخر في المجتمع ، وكأي مواطن صالح يعمل وينتج له من الحقوق ما لغيره ، وعليه من الواجبات ما عليهم على أساس من تكافؤ الفرص والمساواة وحق التنافس في الحياة بما يحقق لهم احترام الذات ، والاعتماد على النفس ، والشعور بالأمن والارتياح والاستقرار.ولقد ثبت فعلاً من التجارب العملية في الاردن ان الشخص المعوق بإمكانه مزاولة العمل بمثابرة ومهارة تفوق مهارة الشخص غير المعوق -أحياناً - لو أحسن اختيار العمل المناسب لقدراته ومواهبه ودرّب عليه التدريب الفني الصحيح. كما أثبتت البحوث العلمية التي أجريت في هذا الصدد أن الاشخاص المعوقين أكثر مواظبة في العمل واستقراراً فيه ، بل وأقل تعرضاً للاصابة من غيرهم أثناء العمل لزيادة حرصهم.


إذن ثمة هدف من النظرة إلى المعاق في حضارتنا قوامها تحقيق العدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع ، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة كما ذكرنا وذلك عن طريق تهيئة الفرصة لهذه الفئة من أبناء الوطن العزيز ليحيوا حياة كريمة هم وأسرهم ، فلا يعيشون عالة على المجتمع ولا يتجهون إلى التكسب بطريق غير مشروعة قد تؤدي بهم إلى الحيدة عن الجادة والانحراف عن خط السواء المعاييري بسبب حنقهم وضيقهم وتحاملهم على المجتمع الذي لم يمنحهم حقهم ، ولم يسد حاجاتهم ، ولم يشبع رغباتهم ويحقق آمالهم.إذن تشمل النظرة الصحيحة إلى المعاق الكيفية التي يتوافق بها مع المجتمع الذي يعيش فيه ، وإلى مد قنوات التقبل والرضا ووضع أساليب العمل التي تقضي بحل مشكلاته تلك التي يعانيها المعاق وأسرته حتى يكون في طليعة كتيبة الانتاج ، وبالتالي زيادة معدلات التنمية ورفع مستوى الدخول.

وتحقيقاً لهذا الغرض تقوم الأجهزة المعنية بشؤون الاشخاص المعوقين سواء اكانت حكومية كالمجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعوقين أم خاصة بدور ايجابي فعال في هذا الميدان وترسم له سياسة بناءة تنهض على أسس من التخطيط الواعي السليم الذي أوصى به قائد الوطن ، وعمل على ايجاده ابناء الوطن الاغيار .هكذا تغيرت النظرة للمعاقين من مجرد العمل على منحهم المساعدات الاجتماعية والايوائية من منطلق العطف عليهم والرأفة بهم ، إلى اعتبارهم يشكلون حجماً متناسباً في نطاق القوى البشرية المنتجة التي تساهم بمقدرة وفعالية في ميدان الانتاج باستخدام أحدث النظم والوسائل لدرجة تفوق فيها الاردن على كثير من الدول التي خاضت هذا المضمار وذلك عن طريق الاستثمار الجيد لما تبقى للأشخاص المعوقين من قدرات.

إن العمل الذي يؤديه الشخص المعوق في معية اخوانه المواطنين غير المعوقين في المجتمع فضلاً عن أهميته الاقتصادية في حياة الإنسان ، فهو تأكيد للوجود الإنساني ذاته ، وليدرك أخي المعاق انه لم يكن ولن يكون في عداد القوى البشرية المعطلة ، فهو لا يقل عن غيره من الاشخاص غير المعوقين وله حق العمل وحق الحصول على ربح ودخل يتناسب مع قدراته ، ومجتمعنا الاردني مجتمع الكفاية والعدل ، مجتمع تكافؤ الفرص ، مجتمع الانتاج والخدمات.

وبهذا أصبحت رعاية المعاقين لا تدخل في عداد الصدقة والإحسان ولكنها تحمل معنى التقدير والاحترام ، وان توفير الخدمات الرعائية لهم هو من أجل تقرير حق الحياة والعمل لكافة فئات المجتمع على السواء من خلال خطة مدروسة واستعداد كامل ، ومن خلال الوعي بأن الدولة تهتم بكافة المواطنين قولاً وفعلاً ، وإنها تستخدم هذا الوعي في تحريك المواطنين نحو معالجة مشاكلهم بطاقاتهم الذاتية تحت رعايتها وبمعونتها ليتحقق النصر والنجاح والفائدة .وأقول في الختام لأولئك الذين ينسجون الكلام على السنة المعوقين ، ويحاولون أن يغتالوا بأقلامهم طموح وقدرة المعوقين ، ظنا منهم أنهم يقدمون خدمة لهم غفل عنها كثير من الناس ويحاولون استدرار عطف ، واستجلاب منفعة ، أقول لهم كان الاجدر والأنفع أن تصافح اقلامكم ايادي المعوقين وتستنهض هممهم وتكون دليلهم للوصول الى اقصى قدر ممكن من الفائدة التي يستطيع المعوق أن يقدمها لمجتمعه مما ينعكس على ذاته ومجتمعه بالخير والمنفعة.

 

المصدر : www.kidworldmag.com

إقرأ 7942 مرات آخر تعديل على الإثنين, 01 شباط/فبراير 2016 19:40

البنود ذات الصلة (بواسطة علامة)