طباعة

الإسلاميون والنخبة-نحتاج إلى الأخلاق لإدارة الاختلاف

Posted in الثقافة

كذلك عناوين المقالات التي ظهرت في بعض الصحف، وأشارت إلى “حزن” ميدان التحرير وشبابه على النتائج الأولية للانتخابات في مرحلتها الأولى، وأن كثيرا من الشباب يشعر أن الثورة سرقها الإسلاميون ووضعوها على طريق غير التي يريدها الثوار.

أما في وسائل الإعلام الجديد، فكانت موجات النقد والتخوف من النتائج بلا حدود، واقترن ذلك بمجموعات من النكات والسخرية واستخدام الغرافيك ومقاطع الفيديو، وهو ما خلق مشهدا مخيفا من احتمال تعمق الشروخ بين المصريين بغض النظر عن انتماءاتهم.

وأكثر ما يقلق في الخطاب الإعلامي لما يسمى بـ”النخبة المصرية” في ظل الانتخابات النيابية الحالية، هو أنه يعمق فكرة الاستقطاب بين التيارات، ويلغي المناطق الوسطى بين التيارات السياسية، بل ويحسم اختيارات بعض القوى السياسية الحائرة نحو معسكراتها التي انطلقت منها، وهو ما يحتاج إلى وعي حقيقي من النخبة لأن تسعى إلى بناء توافقات وطنية حقيقية يمكن البناء عليها للنهوض في البلاد، ومن الضروري عدم المبالغة في عزل الإسلاميين عما يسمى بـ”النخبة” أو حصرهم في معسكر واحد، رغم التنوع والاختلاف بينهم، أو السير وراء دعوات، بأنهم غير مؤهلين للعمل السياسي أو التحرك بعقلية النظام المخلوع من إقصاء الإسلاميين لأن ذلك ينتج ديمقراطية عرجاء، بل ويجعل ممارسة الديمقراطية تنحصر في فئة من الناس، وليس في مجموعهم، ويجعل طرفا يقوم بدور القوامة على الديمقراطية.

الاختلاف يحتاج إلى الأخلاق

والواقع أن بعض المفكرين الغربيين رأى أن المجتمعات الإنسانية لا تنفك عن الصدام، ورأى العالم الاجتماعي الشهير ماكس فيبر أن ذلك التصادم سلبي، لأنه يحول ذلك التنوع إلى صدام يشبه “صدام الآلهة” عند الإغريق، فالكل ينطلق من أن موقفه “مقدس” ومن ثم تكون المجتمعات في حالة صدام كبرى وعدم قدرة على التعايش، لأن تلك “الألغام المقدسة” زرعت في الضمائر ولن تتحقق الراحة الداخلية لأصحابها إلا إذا نزعوا فتيلها، ونزع ذلك الفتيل لا يكون إلا بإزالة الآخر والقضاء وعليه، وتحقيق كل فرد لما يؤمن به في واقع حياته، أو كما يقول شكسبير في إحدى مسرحياته “نكون أو لا نكون”.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed