طباعة

تحليل القوائم المالية باستخدام النسب

Posted in الإدارة المالية

و عندما أعتقدت أننى وضعت قدمى على الطريق وبدأت أخطو وجدتهم يقولون لى "هذا كل شىء لقد انتهينا" فعدت أسأل معترضاً فأنا لم أصل بعد للمعرفة التى كنت أريدها فوجدتهم يكررون ما قالو من جديد.
فوجدت أننى فى حيرة ، تماماً كرجل ذهب إلى الطبيب وبعد تحاليل طويلة أخبره أن نسبة الهيموجلوبين فى دمه كذا ، وتركه دون إجابة عما تعنى هذه النسبة ؟ هل هى جيده أم لا ؟ وكيف الطريق إلى علاجها إن لم تكن جيده ؟ ، ترك له مجرد نسبة صماء مبهمه لا تعنى له أى شىء سوى المزيد من الحيرة والتساؤل.
ورغم أن نسبة "الهيموجلوبين" التى تحدث عنها الطبيب لها مؤشرات قياسية يمكن استخدامها فى الحكم والتقييم ، نجد ان التحليل المالى ليس له مؤشرات قياسية ، كل شىء يختلف من نشاط لنشاط ومن شركة لأخرى داخل نفس النشاط ومن ظروف تشغيل أو تمويل لأخرى داخل نفس الشركة.
وبعد وقت طويل وقراءات لا حصر لها أضاء عقلى فجأة ، مثلما يضىء عقل الصوفى الذى يستغرق فى التأمل حتى يصل إلى الفتوحات ، وعلمت أنهم عندما أخبرونى أن هذه هى نهاية المطاف لم يكذبو ، فالجزء المتبقى لا يمكن أن يعلمه شخص لآخر ، وإنما هو نتاج فكرك وحدك وقدرتك على ربط كل العلم الأكاديمى الذى حصلته بالخبرة العملية لتحليل المؤشرات التى تظهر لك حتى تصل إلى النتائج ، ولا أنكر أننى ما زلت حتى اليوم مريداً يبتغى الوصول فى بحر هذا العلم الواسع.
يعتبر المحللون الماليون المحترفون أن النسب المالية لا حصر لها وأنها يمكن أن تنتج عن طريق قسمة أى بند من بنود القوائم المالية على بند أخر ، أما الهدف من استخراج النسبة المالية فيحددة المحلل نفسه ويعرف كيف يستفيد به فى الأغراض المناسبة.
يمكننا فى هذا المقال أن نتحدث باختصار عن هذه الجزئية من التحليل المالى باستخدام النسب المالية ومعانى النسب المختلفة بأسلوب مبسط نتمنى أن يفيد المهتمين بهذا المجال ، كبداية متواضعة فى هذا الأمر ، وربما أمكننا أن نفرد مقالات أخرى فيما بعد لطرق أكثر تقدماً فى أساليب قراءة تلك النسب والربط فيما بينها.
فى البداية يجب أن نشير إلى نقطتين لا يمكن إغفالهما :

النسبة المالية دون معنى لا قيمة لها

وهو ما يعنى أن أى نسبة تستخرجها يجب أن تحدد لها معنى واضحا تهدف من وراءه إلى قراءة نقطة قصور أو قوة لدى الشركة.
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed